[كراماته #]
  يحبهم، فبينما هو كذلك إذ وضع يده على رأسه ووقع على الأرض، فرماه الله بصداع لا يتمالك منه حتى ذهب بصره في تلك الساعة، وكان رجل مستنداً فضرب بيده إلي فقال: ما رأيت؟ قال: انشق القبر فخرج منه رجل عليه ثياب بيض فاستقبل المنبر فقال: كذبت لعنك الله تعالى.
  ومنها: النور الذي يرى موضع تذريته في البئر ويسمونه بئر زيد بن علي @، ويرون فيه شبه الهلال، وقد رأيناه، ويراه الصديق والعدو بلا منازع ولا مكابر، ولله در القائل:
  بنفسي شهيداً أخفت العين شخصه ... وما فضله عمن على الأرض خافيا
  فشلت يمين الحادثات لقد رمت ... فأصمت شهاباً عالي القدر ساميا
  انتهى كلام الديلمي.
  ثم قال الحافظ | بعد كلام: قلت: ومن كراماته ظهور مذهبه في أقطار البلاد الإسلامية على تعاقب العصور، قال الدامغاني في رسالته المشهورة التي تكلم فيها على طوائف المسلمين وأهل النحل بعد أن ذكر الزيدية ما لفظه: ولم تزل الإمامة في أهل بيته قرناً بعد قرن، معروفين عند جميع الطوائف باسمه، وبلدانهم الذين يظهرون فيها وتكون لهم الشوكة على أهلها، بالعجم: جيلان وديلمان وبعض جرجان وأصبهان والري، وبالعراق الأعلى(١) الكوفة والأنبار، وبالحجاز مكة وجميع بلدان الحجاز إلا المدينة، فإن الشوكة فيها للاثني عشرية، وهم في نجد اليمن ظاهرون على مدنه: صنعاء وصعدة وذمار ونحوها، ولهم في سهولها بلدان كمدينة حلا وما بينها وبين اليمن من بلد المخلاف، ومنهم في الغرب جماعة كثيرة في جبال يقال لها جبال أوراس ومنهم في الغرب جماعة كثيرة في جبال يقال لها: جبال أوراس، ومنهم أخلاط في أمصار السنية يتسترون
(١) في الروض: إلاَّ على.