[ما يجري على الله من الأسماء بمعنى عالم وما لا يجوز]
  عَلِمَك. وقيل: يُقَرُّ حيث ورد؛ لإيهامه الخطأ من حيث لا يكاد يطلق الوجدان إلا بعد الطلب.
  و «الرائي» بمعنى العالم، لا بمعنى المشاهدة؛ لأن الرؤية تارة تستعمل بمعنى المشاهدة وتتعدى إلى مفعول واحد، كرأيت زيداً، وتارة تستعمل بمعنى العلم وتتعدى إلى مفعولين كرأيت زيداً غنياً، بمعنى علمته غنياً.
  و «الرقيبُ» و «الحفيظُ»، لا بمعنى المتحفظ فلا يجوز، ولا بمعنى الحافظ فصفة فعل.
  و «الشهيدُ» و «الخبيرُ» و «المطلعُ»، كلها تصح بمعنى عالم.
  ويستعمل الشهيد في الشاهد بالحق {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا}[النساء ٤١]، وفي المقتول في سبيل الله أو في غيره ظلماً، فالأول صفة فعل لا مانع من إطلاقه على الله تعالى {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}[الفتح ٢٨] والثاني مستحيل في حقه تعالى.
  ويستعمل الخبير تارة بمعنى العالم بكنه الشيء، وهو المراد هنا، وتارة بمعنى المخبِر كسميع بمعنى المسمع، فيكون صفة فعل، فيفيد عالماً لزوماً كحكيم بمعنى مُحكِم.
  ويستعمل المطلعُ تارة بمعنى العالم بالسرائر، وهو المراد هنا، وتارة بمعنى الْمُشَاهِد من المكان المرتفع إلى المكان المنخفض، فلا يجوز على الله تعالى بهذا المعنى. قيل: ولأجل ذلك لا يجوز إطلاقه على الله تعالى؛ للإيهام، بل يُقَرُّ حيث ورد.
  قلنا: قد تعورف به بمعنى العَالِم، فلا مانع؛ ولورود السمع به.
  والواسعُ قيل: معناه العالم. وقيل: معناه الغني. وقيل: معناه المكثر من العطاء. وقيل: يُقَرُّ حيث ورد؛ لإيهام الخطأ، وهو الاتساع في الجسمية، فلا يطلق إلا مضافاً نحو: «واسع الرحمة» «واسع المغفرة». لنا: قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[المائدة ٥٥].