الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

فصل: في الكلام في أن الله تعالى حي

صفحة 156 - الجزء 1

فصل: في الكلام في أن الله تعالى حي

  قال الهادي #: حقيقة الحي: هو الذي يجوز منه الفعل والتدبير، وذلك فهو الحي الدائم اللطيف الخبير.

  وقال بعض أئمتنا $ كالمهدي # وغيره: هو المختص بصفة لكونه عليها يصح منه أن يقدر ويعلم، تلك الصفة هي كونه حيًّا. ويرد عليها ما ورد في قادر وعالم.

  قال #: (فإن قيل لك) أيها الطالب الرشاد (: أربك حيٌّ أم لا؟ فقل: بل) هو (حيٌّ تعالى) وهذا قول جميع المسلمين والكتابيين وكل من أقر بالصانع المختار كالبراهمة وبعض عباد الأصنام، والخلافُ في ذلك مع أهل الإلحاد كما مر في مسألة قادر ومسألة عالم، والعلمُ بهذه المسألة على حسب ما مَرَّ في العلم بأنه تعالى قادر وعالم - أنَّ ذلك بعد العلم بالصانع المختار ضروري لا يحتاج إلى استدلال عند جمهور أئمتنا $ ومَن وافقهم، وعند بعضهم أنَّ العلم بذلك استدلالي، وقد أشار الأمير # إلى كيفية تحرير الاستدلال على ذلك بقوله: (لأنه) قد ثبت بما مر من الكلام في الفصلين السابقين أن الله تعالى قادر عالم، والقادر العالم لا يكون إلا حيًّا، و (لو لم يكن حيًّا لم يكن قادراً ولا عالماً) فهذان أصلان ينبني عليهما الاستدلال على أن الله تعالى حي:

  أحدهما: أنه قد مر أنه تعالى قادر عالم.

  وثانيهما: أن القادر العالم لا يكون إلا حيًّا.

  أما الأصل الأول: فلا يحتاج هنا إلى تقرير؛ إذ قد مر الكلام عليه في مسألتي قادر وعالم.

  وأما الأصل الثاني: وهو أن القادر العالم لا يكون إلا حيًّا فذلك معلوم ضرورة (لأن المَيَّتَ والجماد لا يفعلان فعلا ولا يُحْدِثان صُنْعًا) وبهذا الكلام