فصل: في الكلام في أن الله قديم
  في صفة موجود أنها ذاته تعالى، وليست أمراً زائداً على ذاته كما تقوله البهاشمة وسائر من أثبت الذوات في العدم، وأمَّا ما عداها من كونه تعالى قادراً وعالماً وحيًّا وسميعاً وبصيراً فإنهم يخالفونا فيها، فأبو الحسين يقول: هي مزايا، والرازي يقول: هي معان كما نص عليه في تفسيره مفاتيح الغيب في سورة البقرة فقال: إن العلم معنى قائم بذات الله تعالى، واستشكله بأنه يلزم التركيب في ذات الله تعالى، وقال: لا نعلم كيف هذا العلم. هذا معنى كلامه، ولعل مراده بقوله: «لا نعلم كيف هذا العلم» هل هو من قبيل الاعتقاد الجازم أو مجرد التجلي والوضوح أم لا بل هو أمرٌ زائد صفة له تعالى كما تقوله الأمورية؟
  وأمَّا أبو هاشم وابن الإخشيد وسائر شيوخ البغداديين فلعلهم موافقون للبهاشمة فيها، وسيأتي حكاية مذهبهم.
  قال #: «قال بعض أئمتنا $» وهو الإمام المهدي أحمد بن يحيى # ومن تبعه على ذلك «وبعض شيعتهم» كالشيخ الحسن الرصاص والفقيه يحيى بن حسن القرشي «وأبو علي» في بعض الروايات «والبهشمية» وهم أبو هاشم وأتباعه: «بل هي» أي: صفاته تعالى «أمور زائدة على ذاته تعالى» قال الشارح حكاية عنهم: لا هي الموصوف ولا غيره، ولا شيء ولا لا شيء. ووافقهم أبو الحسين على رواية المتن في المزايا في قولهم: لا هي الله ولا غيره، ولعله يوافقهم في قولهم: ولا شيء ولا لا شيء.
  وقال القرشي في المنهاج: اتفق أهل العدل على أن الله تعالى يستحقها لذاته أو لما هو عليه من ذاته، ولا يحتاج في ثبوتها إلى مؤثر.
  واتفق أهل الجبر على أنه يستحقها لمعان، ثم اختلفوا، فقالت الصفاتية: لا توصف بقدم ولا غيره؛ لأنها صفات.
  وقال ابن كَلاَّب: أزلية. وقال الأشعري: قديمة. واتفقا(١) على أنها لا هي الله
(١) أي: ابن كلاب والأشعري.