[فصل] في الكلام أن الله واحد وأنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى
  واستمطرا النو النضير مطيره ... وتوخيا للنفس خير فكاكها
  فخذا النصيحة أو دعاها علها ... يحظى بها من مر عند سكاكها
  ثم اتركان وللملامة قصرا ... فالنفس طامحة إلى إدراكها
  فأنا بشغل عنكما لما احتوت ... مني الذنوب النفس في شعباكها
  لكن حسن الظن أقرب حيلة ... من بعد نزع النفس عن إشراكها
  والعدل والتوحيد ثم سره ... السَّراقي البراق فمر في أفلاكها
  وإمامة الآل الكرام بحقها ... وعداوة الساعين في إنهاكها
  وضع ما اتفقوا على إثباته ... أو نفيه فادرجه في أسلاكها
  هذا هو الذخر الذي لا غيره ... ترجى نجاة النفس عن إضناكها
  في يوم تنفطر السماء لهوله ... تنهد عنه الأرض عن إدراكها
  يكسى الوليد الشيب فيه مبادراً ... وضع الحبالى حملها لفكاكها
  وهناك تذهل كل نفس مرضع ... عن مرضع تركته عن إمساكها
  فاسأل من الله الكريم وقاية ... يعطيكها يوم الجواز صكاكها
  واثني الصلاة مع السلام على النبي ... وآله ما اهتز غصن أراكها
  ثُمَّ أخذ # في الاستدلال على أنه تعالى لا ثاني له في الإلهية بدليل العقل، وأردفه بدليل النقل؛ لأن هذه المسألة يصح الاستدلال عليها بالسمع كمسألة الرؤية؛ لعدم توقف صحته عليها - فقال: (لِأنه) والضمير يعود إلى الشأن (لو كان معه) سبحانه وتعالى (إله ثان لَوجب) لهذا الإله الثاني المفروض (أن يشاركه سبحانه في جميع صفات الكمال على الحد الذي اختص بها) ولعل صواب العبارة: «الذي اتصف بها»؛ لأنه مع تقدير وجود الثاني واتصافه بها لا اختصاص، لكنه قد تسومح عند أهل الفن بأن يريدوا بالاختصاص مطلق الاتصاف فلا مشاححة. والحد الذي اتصف بها هو أَنَّه قادر على جميع