الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[الصحابة والقول في عدالتهم]

صفحة 43 - الجزء 1

  والسلام على النبي ÷ عملاً بالحديث المروي عنه ÷ قال: «لا تصلوا علي الصلاة البتراء»، قيل: يا رسول الله، وما الصلاة البتراء؟ قال: «أن تصلوا علي من دون آلي»، وفي بعض الروايات: «أن تصلوا عليَّ من دون أن تسلموا على آلي». وآله: هم الأربعة الذين أدخلهم في الكساء معه ÷ وقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» ومَن تناسل من ذرية الحسنين إلى يوم الدين ممن لم يخرج عن هديهم وطريقهم، وسيأتي الكلام في أدلةِ ذلك، وحكاية مذهب المخالف والرد عليه في الإمامة إن شاء الله تعالى.

  والغُرُّ: جمع أغر، وأصله بياض في جبهة الفرس، ثم استعير لكل ذي نجابة. والهداة: الدعاة إلى الحق.

  والولاة: مالكو الأمر في الأمور التي مرجعها إلى الأئمة، أشار بذلك إلى أن آل محمد ÷ هم ولاة الأمر في أمته ÷، وأنه لا حَقَّ لغيرهم في ذلك؛ لأن ذلك الغير من حاكم أو عامل إما مُوَلىَّ من جهتهم فلا إشكال، وإما من جهة الصلاحية والحسبة فشرط صحة ولايته ألَّا يكون موجوداً مَن يصلح للإمامة داعياً يُتمكن من إجابته، وما عدا ذلك فليس إلا مدعٍ ما ليس له، بل هو متعد حيث يتولى على غيره بغير إذن شرعي كما سيأتي تقرير ذلك في محله إن شاء الله تعالى.

[الصحابة والقول في عدالتهم]:

  (وعلى صحابته المكرمين المؤيدين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين) الصحابة: جمع صاحب، وهو في اللغة: مَن صحب الإنسان في سفر أو غيره ولو مرة، ثم صار في العرف مستعملاً فيمن أكثر الملازمة والمحبة للمصحوب. والصحابي منسوب إلى الصحبة. وهو في الاصطلاح عند أئمتنا $ ومن وافقهم: مَن طالت مجالسته للرسول ÷ متبعاً له ومات على ذلك. وعند الأشاعرة ومن وافقهم: مَن رأى الرسول ÷ مؤمناً به. واختلف في حكم الصحابة