[الصحابة والقول في عدالتهم]
  على خمسة أقول:
  الأول: قول أئمتنا $: إن جميع الصحابة عدول إلا من أبى منهم عن الحق وخالف أمير المؤمنين #.
  الثاني: قول الأشعرية ومن وافقهم: إنهم كلهم عدول من دون استثناء. فثمرة الخلاف بيننا وبينهم فيمن خالف أمير المؤمنين #.
  الثالث: قول عمرو بن عبيد من المعتزلة ومن وافقه: إنهم كلهم عدول إلى وقت الفتن بينهم والحروب، فصاروا بعد ذلك كلهم مجروحين. فأهل وقعة الجمل ووقائع صفين كلهم لديه مجروحون، أصحاب أمير المؤمنين والمحاربون له.
  الرابع: قول الخطابية(١): إنهم كلهم غير عدول قبل حدوث الفتن وبعدها. فالمتقدمون على أمير المؤمنين # مجروحون بالتقدم، وأمير المؤمنين # بسكوته عن حقه، وسائر الصحابة لعدم النكير.
  الخامس: قول القاضي أبي بكر الباقِلَّاني من الأشعرية: هم مثل غيرهم من أهل الأعصار كالتابعين ومن بعدهم، لا يحكم لأحدهم بعدالة إلا بمعدل، ولا يجرح إلا بجارح. وتظهر ثمرة الخلاف بين هذا القول وبين قول أئمتنا $ في المجهول من الصحابة، فعندنا أنه يحكم بعدالته لمكان الصحبة، وعنده بل حكمه الوقف.
  إذا عرفت ذلك علمت أنه قد اشتمل قول أئمتنا $ على طرفين من مواضع الخلاف:
  الأول: الحكم بالعدالة لكل من صحب النبي ÷ ولم يحدث عهده أو بعده حدثاً.
(١) هنا بياض في الأصل.