الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

معاني القدر:

صفحة 452 - الجزء 1

  وعدم الإتقان، ومنه قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}⁣[القمر ٤٩]، رداً على أهل الإلحاد والطبائعية ونحوهم ممن يقول بنفي الاختيار، ويثبت التأثير في المخلوقات إلى العلة والطبع ونحوهما على سبيل الإيجاب، وكذلك قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}⁣[الفرقان ٢]، {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}⁣[المرسلات ٢٣]، كل ذلك ردهم⁣(⁣١) على أهل الإلحاد القائلين بتأثير الإيجاب والاضطرار، والنافين للصانع المختار، أو إرادته وحكمته فيما يخلقه ويختار.

  وبمعنى: المِقْدَار {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}⁣[الرعد ١٧]، {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}⁣[الشورى ٢٧].

  وبمعنى: الأَجَل {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ٢٠ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ٢١ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢}⁣[المرسلات]، أي: إلى أجل معلوم.

  وبمعنى: الفَرْض والتَّقْدِيْر، يقال: قدر الحاكم نفقة الطفل ونفقة المطلقة، أي: فرضها مقدرة معلومة.

  وبمعنى: الكِتَابَة والإِعْلاَم، قال العجاج:

  واعلم بِأَنَّ ذَا الجلالِ قَدْ قَدرْ ... في الصُّحُفِ الأُوْلَى التي كان سطرْ⁣(⁣٢)

  أَمْرُكَ هذا فاجتنبْ مِنْه النَّتَرْ

  أي: كَتَبَ وأَعْلَمَ بما في أفعال ذلك المخاطب من ثواب أو عقاب، فاجتنب من ذلك ما هو نَتَر أو بَتَر، وهو القبيح.

  وبمعنى: قَاسَ ومِثْل⁣(⁣٣)، يقال: قدرت هذا الثوب على ذلك، أي: أقسته به وجعلته مثله.


(١) في النسختين: رداً.

(٢) في النسختين: صدر.

(٣) لعلها: ماثل.