معاني القدر:
  وعدم الإتقان، ومنه قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر ٤٩]، رداً على أهل الإلحاد والطبائعية ونحوهم ممن يقول بنفي الاختيار، ويثبت التأثير في المخلوقات إلى العلة والطبع ونحوهما على سبيل الإيجاب، وكذلك قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}[الفرقان ٢]، {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ}[المرسلات ٢٣]، كل ذلك ردهم(١) على أهل الإلحاد القائلين بتأثير الإيجاب والاضطرار، والنافين للصانع المختار، أو إرادته وحكمته فيما يخلقه ويختار.
  وبمعنى: المِقْدَار {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}[الرعد ١٧]، {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}[الشورى ٢٧].
  وبمعنى: الأَجَل {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ٢٠ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ٢١ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢}[المرسلات]، أي: إلى أجل معلوم.
  وبمعنى: الفَرْض والتَّقْدِيْر، يقال: قدر الحاكم نفقة الطفل ونفقة المطلقة، أي: فرضها مقدرة معلومة.
  وبمعنى: الكِتَابَة والإِعْلاَم، قال العجاج:
  واعلم بِأَنَّ ذَا الجلالِ قَدْ قَدرْ ... في الصُّحُفِ الأُوْلَى التي كان سطرْ(٢)
  أَمْرُكَ هذا فاجتنبْ مِنْه النَّتَرْ
  أي: كَتَبَ وأَعْلَمَ بما في أفعال ذلك المخاطب من ثواب أو عقاب، فاجتنب من ذلك ما هو نَتَر أو بَتَر، وهو القبيح.
  وبمعنى: قَاسَ ومِثْل(٣)، يقال: قدرت هذا الثوب على ذلك، أي: أقسته به وجعلته مثله.
(١) في النسختين: رداً.
(٢) في النسختين: صدر.
(٣) لعلها: ماثل.