مسألة:
مسألة:
  في القرآن التصريح بأن الله تعالى هو الذي يتوفى الأنفس، وأنه خلق الموت والحياة، وفيه أيضاً أن الذي يتوفى الأنفس مَلَك الموت {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}[السجدة ١١]، وفيه أن المتوفي الملائكة {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ}[النحل ٢٨]، {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ}[النحل ٣٢]، فلزم الجمع بين الآيات - لأن كلام الله ø مصون عن التناقض - بأن المتوفي حقيقة هو الله تعالى؛ لأنه خالق الحياة والموت، ولا يدخلان في قدرة غيره، وتوفي الملك أو الملائكة مجاز عن قبض الروح وحفظها بعد أن ينزعها الله تعالى من جسد الحي.
مسألة: [الأجل المخروم]:
  واختلف فيمن مات بسبب من فعل غير الله تعالى كالمقتول، وكمن ألقى على غيره جداراً أو سقاه سماً، هل أجله مختوم أو مخروم، ومعناه: لو لم يقتل هل كان يموت في تلك الحال قطعاً أم يعيش؟ فقال جمهور الزيدية - على رواية الأمير # - وهو قول أبي علي وأبي هاشم ومن تبعهما من المعتزلة: لا دلالة قاطعة على أحد الأمرين، بل يجوز أن المقتول لو لم يقتل لمات في تلك الحال، ويجوز أن يبقى حياً. وهذا هو الصحيح.
  وقال الإمام القاسم #، وحكاه عن بعض أئمتنا $ ولم يبينه، والبغدادية، ومثله ذكره القرشي عن بعض البغدادية: لو لم يقتل لعاش قطعاً لا محالة.
  وقال أبو الهذيل ومن تابعه من المعتزلة، وهو قول المجبرة على رواية الأساس، والحشوية على رواية الأمير #: لو لم يقتل لمات في تلك الحال قطعاً لا محالة.