الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

الأدلة على أن الإمام عقيب وفاة رسول الله ÷ هو علي بن أبي طالب # بلا فصل:

صفحة 17 - الجزء 2

  إمام الحق بعده ÷، حيث قد كثر النزاع والاختلاف، وعظمت البلوى بسبب العصبية وعدم الائتلاف، وتعارضت الأقوال والأهواء حتى صار كل حزب بما لديهم فرحون، وتنافرت مقاصد الرجال في ذلك حتى ظل بعضهم لبعض يجرحون، وعند الساعة يخسر المبطلون، {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ}.

  وبقي الكلام بعد هذه الجملة أن يقول طالب الحق: فيلزم كلاً من مدعي إمامة علي # أو أبي بكر برهان ما يقتضي صحة دعواه؛ ولهذا قال # محتجاً لصحة ما أجاب به السؤال المذكور: (فإن قيل: هذا) الجواب المذكور آنفاً وهو أن الإمام بعده ÷ هو علي # (دعوى) وحقيقة الدعوى: هو القول المفتقر إلى دليل مع خصم منازع. وحقيقة المذهب: هو الاعتقاد في المسألة المفتقر إلى دليل وإن لم يكن ثمَّ خصم منازع. وحينئذ فإقامة البرهان معتبر في الدعوى وذلك حالة المناظر وفي المذهب، وذلك حيث لا مناظر وأراد الإنسان معرفة الحق في المسألة، فإذا قال المناظر أو النفس المجردة من الإنسان عند الاستدلال على المذهب: (فما برهانك؟ فقل: الكتاب والسنة والإجماع) والأفضلية والوصاية والعصمة على حسب ما ذكره القرشي ¦ في المنهاج، وبعض المؤلفين يقتصر على دلالة السنة فقط، وبعضهم عليها هي والكتاب، وبعضهم يضم إليهما الإجماع، كالمؤلف # وأكثر الزيدية، والكل صحيح، والبعض كاف في الاستدلال.

  (أما الكتاب) فآيات كثيرة، وهي على ضربين: ضرب متواتر نزوله في أمير المؤمنين # وضرب آحادي، لكن لكثرته وتعدده وشواهد ألفاظه تواتر معناه، وقد ذكر الحاكم ¦ في شواهد التنزيل، والإمام المنصور بالله صنو المؤلف الحسن بن بدر الدين @ في أنوار اليقين، وشيخنا صفي الدين ¦ في كتابه