[بقية الباب الثالث]
  وأخرج محمد وابن المغازلي عن عمران بن حصين مرفوعاً: «انتهيت ليلة أُسري بي إلى سدرة المنتهى، فأوحى الله إلي في علي أنه إمام المتقين وسيد المسلمين».
  وأخرج الناصر للحق والحاكم أبو سعيد خبر أسد بن غويلم وفيه: «من يبرز إلى هذا المشرك وله على الله الجنة والإمامة من بعدي»، فبرز علي # فقتله، وقال بعد ذلك:
  ضربتُه بالسيفِ وسطَ الهامهْ ... بضربةٍ(١) صارمةٍ هذامهْ
  فبتكتْ من جسمِه عظامَه ... وبينت من أنفِه إرغامَه
  أنا عليٌّ صاحبُ الصِّمصامَه ... وصاحبُ الحوضِ لدى القيامَه
  قد قال إذ عممني العمامَه: ... أنت أخي ومعدنُ الكرامَه
  ومن له من بعديَ الإمامهْ
  وأخرج الناطق بالحق عن أبي ذر مرفوعاً: «وصيي وأعلم من أخلف بعدي علي بن أبي طالب».
  وأخرج القاسم بن إبراهيم، والناصر للحق، وعبد الرزاق، وابن المغازلي خبراً طويلاً فيه: «وإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت وصيي وتبري ذمتي».
  وأخرج أبو يعلى، والبزار، وأبو الشيخ، والخطيب، والحاكم، وابن الجوزي عن علي #: بينا رسول الله ÷ آخذ بيدي ونحن نمشي فمررنا بحديقة فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة، فقال: «لك في الجنة أحسن منها» حتى مررنا بسبع حدائق، فلما خلى له الطريق اعتنقني وأجهش باكياً، فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟ قال: «ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي». وفي بعض الروايات: «أما إنه ليس بينك وبينها إلا مغيب شخصي».
(١) في أنوار اليقين واللآلئ المضيئة: بشفرة.