الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 68 - الجزء 2

  وأخرج محمد وابن المغازلي عن عمران بن حصين مرفوعاً: «انتهيت ليلة أُسري بي إلى سدرة المنتهى، فأوحى الله إلي في علي أنه إمام المتقين وسيد المسلمين».

  وأخرج الناصر للحق والحاكم أبو سعيد خبر أسد بن غويلم وفيه: «من يبرز إلى هذا المشرك وله على الله الجنة والإمامة من بعدي»، فبرز علي # فقتله، وقال بعد ذلك:

  ضربتُه بالسيفِ وسطَ الهامهْ ... بضربةٍ⁣(⁣١) صارمةٍ هذامهْ

  فبتكتْ من جسمِه عظامَه ... وبينت من أنفِه إرغامَه

  أنا عليٌّ صاحبُ الصِّمصامَه ... وصاحبُ الحوضِ لدى القيامَه

  قد قال إذ عممني العمامَه: ... أنت أخي ومعدنُ الكرامَه

  ومن له من بعديَ الإمامهْ

  وأخرج الناطق بالحق عن أبي ذر مرفوعاً: «وصيي وأعلم من أخلف بعدي علي بن أبي طالب».

  وأخرج القاسم بن إبراهيم، والناصر للحق، وعبد الرزاق، وابن المغازلي خبراً طويلاً فيه: «وإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت وصيي وتبري ذمتي».

  وأخرج أبو يعلى، والبزار، وأبو الشيخ، والخطيب، والحاكم، وابن الجوزي عن علي #: بينا رسول الله ÷ آخذ بيدي ونحن نمشي فمررنا بحديقة فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة، فقال: «لك في الجنة أحسن منها» حتى مررنا بسبع حدائق، فلما خلى له الطريق اعتنقني وأجهش باكياً، فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟ قال: «ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي». وفي بعض الروايات: «أما إنه ليس بينك وبينها إلا مغيب شخصي».


(١) في أنوار اليقين واللآلئ المضيئة: بشفرة.