[بقية الباب الثالث]
  وأخرج القاسم وعبد الرزاق عن عبد الله بن مسعود: تنفس رسول الله ÷ الصعداء، فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: «نعيت إلي نفسي يا بن مسعود»، فقلت: استخلف. فقال: «من؟» قلت: أبا بكر، فسكت ثم تنفس الصعداء، فقلت: ما لك يا رسول الله؟ فقال: «نعيت إلي نفسي»، فقلت: استخلف. قال: «من؟» قلت: عمر. فسكت، ثم كذلك في عثمان، ثم عبد الرحمن، ثم طلحة، ثم الزبير، ثم قلت: علي بن أبي طالب، قال: وأخرته لعلمي فيه فقال: «والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين».
  وأخرج الناصر للحق، والناطق بالحق، والفقيه حميد عن ابن عباس: بينا رسول الله يطوف بالكعبة إذ بدت رمانة خضراء فاخضر المسجد بحسن(١) خضرتها، فمد رسول الله ÷ يده فتناولها ومضى في طوافه، ثم قسمها نصفين كأنما قُدَّت [بسكين](٢) فأكل نصفاً وناول عليًّا # نصفاً وقال: أبت عليه ثم قال: «هذا قِطْف من قطوف الجنة ولا يأكله إلا نبي أو وصي نبي، ولولا ذلك لأطعمناكم».
  وأخرج القاسم عن أبي ذر خبراً طويلاً فيه: سألت رسول الله ÷ من خليفتك علينا من بعدك؟ قال: «علي بن أبي طالب، وهو خير من أخلف بعدي».
  وأخرج الإمام زيد بن علي عن علي $ قال: قال لي ربي ليلة أسري(٣) بي من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت أنت أعلم يا رب، قال: يا محمد إني انتجبتك برسالتي، واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين،
(١) في أمالي أبي طالب: لحسن.
(٢) ما بين المعقوفين من أمالي أبي طالب.
(٣) في مجموع الإمام زيد بن علي: قال لي ربي.