الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 70 - الجزء 2

  أنت شجرة وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً. قلت: يا رب، ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب. قال: بشرني بها رسول الله ÷ وابناي الحسن والحسين منها، وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال.

  وأخرج ابن المغازلي، والمنصور بالله # عن أبي ذر مرفوعاً: «من ناصب عليًّا في الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله، ومن شك في علي فهو كافر».

  وفي أنوار اليقين ما لفظه: وعن الباقر في هذا المعنى الذي نحن بصدده في كتاب المصابيح عن أبي جعفر # قال: قال رسول الله ÷: «من أحب عليًّا وتولاه أحبه الله وهداه، ومن أبغض علياً وعاداه أصمه الله وأعماه، وجبت رحمة ربي لمن أحب عليًّا»، فقالت عائشة: يا رسول الله، ادع الله لي ولأبي، فقال ÷: «إن كنت وأبوك ممن أحب عليًّا وتولاه وجبت لكما رحمة ربي، وإن كنتما ممن أبغض عليًّا وعاداه وجبت عليكما لعنة ربي»، فقالت: أعاذني الله أن أكون أنا وأبي كذلك، فقال لها رسول الله ÷: «أبوك أول من يغصبه حقه، وأنت أول من يقاتله». انتهى.

  وفيه أيضاً عن موسى بن جعفر بن محمد بن علي $ قال: جمع رسول الله ÷ المهاجرين والأنصار فقال: «أيها الناس، إني قد دعيت وأنا مجيب الداعي، وقد اشتقت إلى لقاء ربي⁣(⁣١) واللحوق بإخواني من الأنبياء، وإني أُعلمكم أني قد أوصيت وصيتي ولم أهملكم إهمال البهائم، ولم أترك من أمركم شيئاً بيدي⁣(⁣٢)، ثم قال للناس: اسمعوا وصيتي، من آمن بي صدقني⁣(⁣٣) فإني رسول الله،


(١) في أنوار اليقين: لقاء ربي. قال في هامشه: في (ب): أقاربي.

(٢) في أنوار اليقين: سدى.

(٣) في أنوار اليقين: وصدقني.