[بقية الباب الثالث]
  أنت شجرة وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً. قلت: يا رب، ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب. قال: بشرني بها رسول الله ÷ وابناي الحسن والحسين منها، وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال.
  وأخرج ابن المغازلي، والمنصور بالله # عن أبي ذر مرفوعاً: «من ناصب عليًّا في الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله، ومن شك في علي فهو كافر».
  وفي أنوار اليقين ما لفظه: وعن الباقر في هذا المعنى الذي نحن بصدده في كتاب المصابيح عن أبي جعفر # قال: قال رسول الله ÷: «من أحب عليًّا وتولاه أحبه الله وهداه، ومن أبغض علياً وعاداه أصمه الله وأعماه، وجبت رحمة ربي لمن أحب عليًّا»، فقالت عائشة: يا رسول الله، ادع الله لي ولأبي، فقال ÷: «إن كنت وأبوك ممن أحب عليًّا وتولاه وجبت لكما رحمة ربي، وإن كنتما ممن أبغض عليًّا وعاداه وجبت عليكما لعنة ربي»، فقالت: أعاذني الله أن أكون أنا وأبي كذلك، فقال لها رسول الله ÷: «أبوك أول من يغصبه حقه، وأنت أول من يقاتله». انتهى.
  وفيه أيضاً عن موسى بن جعفر بن محمد بن علي $ قال: جمع رسول الله ÷ المهاجرين والأنصار فقال: «أيها الناس، إني قد دعيت وأنا مجيب الداعي، وقد اشتقت إلى لقاء ربي(١) واللحوق بإخواني من الأنبياء، وإني أُعلمكم أني قد أوصيت وصيتي ولم أهملكم إهمال البهائم، ولم أترك من أمركم شيئاً بيدي(٢)، ثم قال للناس: اسمعوا وصيتي، من آمن بي صدقني(٣) فإني رسول الله،
(١) في أنوار اليقين: لقاء ربي. قال في هامشه: في (ب): أقاربي.
(٢) في أنوار اليقين: سدى.
(٣) في أنوار اليقين: وصدقني.