[بقية الباب الثالث]
  فأوصيكم بولاية علي بن أبي طالب(١) والتصديق بولايته، فإن ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله، قد بلغتكم(٢) فيبلغ شاهدكم غائبكم أن علي بن أبي طالب هو العَلَم، فمن قصر عن العلم فقد ضل، ومن تقدمه تقدم إلى النار، ومن تأخر عنه في النار، ومن صد عن العلم يميناً أو شمالاً [هلك وغوى](٣).
  وعنه أيضاً عن أبيه قال: قال رسول الله ÷ في وصيته لعلي بن أبي طالب ¥ والناس حضور عليه: «أما والله يا علي ليرجعن أكثرها كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض، وما بينك وبين ذلك إلا أن يغيب شخصي».
  وفيه أيضاً عن المنصور بالله عبد الله بن حمزة # من مسند ابن حنبل عن أنس بن مالك قال: قلنا لسلمان: سل النبي ÷ من وصيه؟ فقال سلمان: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال: «يا سلمان، من كان وصي موسى؟» قال: يوشع بن نون، قال: فقال: «وصيي ووارثي ويقضي ديني وينجز وعدي علي بن أبي طالب».
  ونحوه ذكره شيخنا ¦ في السمط، قال: وأخرج محمد بن سليمان عن سلمان: «هل تدري من كان وصي موسى؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «وصي موسى يوشع بن نون، وكان أفضل من خلف بعده، وإني أوصيت إلى علي بن أبي طالب، وإنه أفضل من أخلف بعدي».
  وفي أنوار اليقين أيضاً: وبالإسناد إلى الحارث بن الخزرج قال: سمعت رسول الله ÷ يقول لعلي #: «ما يتقدمك بعدي إلا كافر، ولا يتأخر عنك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات يسمونك أمير المؤمنين». وفيه أيضاً: ومن كتاب الكامل المنير وذكر السند إلى أنس بن مالك» قال: دعا رسول الله ÷
(١) في أنوار اليقين زيادة: وطاعته.
(٢) في أنوار اليقين: فقد أبلغتكم.
(٣) ما بين المعقوفين من أنوار اليقين.