[بقية الباب الثالث]
  ذات يوم بوضوء فتوضأ وصلى وقال:» يدخل عليَّ أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأولى الناس بالنبيين»، قال: قلت: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار. قال: إذ ضرب الباب فدخل علي بن أبي طالب، فقام النبي ÷ فجعل يمسح عن وجهه فيمسح به وجه علي بن أبي طالب، ويمسح وجه علي فيمسح به وجهه ÷، فدمعت عين علي # فقال: يا رسول الله، هل ترى بي شيئاً؟ فقال ÷: «ولم لا أفعل هذا وأنت تُسمع صوتي، وتُؤدي عني، وتُبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي؟».
  وأخرج الحسن بن سفيان والحاكمان والثعلبي عن البراء حين نزول {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء ٢١٤]، خبراً طويلاً إلى قوله: «ومن يؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي ويقضي ديني؟» إلى قوله: فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد أمَّره عليك، وهو في تفسير البغوي بلفظ: «فأيكم يبايعني على أن يكون وليي ووصيي وخليفتي من بعدي؟» يردد ذلك ثلاثاً عليهم، كلها يقوم علي # يقول: أنا أبايعك يا رسول الله على ذلك.
  وروى ابن المغازلي في مناقبه عن النبي ÷: «إن الله تبارك وتعالى عهد إلي في علي، فقلت يا رب: بينه لي، فقال الله ø: اسمع. فقلت: سمعت، فقال: إن علياً راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أطاعه أطاعني، فبشره بذلك» إلى آخر الخبر، وهو في أنوار اليقين.
  وفيه أيضاً عن علي # قال: دخلت على رسول الله ÷ ورأسه في حجر دِحْيَة الكلبي، فسلمت عليه، فقال لي دحية: «وعليك السلام يا أمير المؤمنين وفارس المسلمين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين»، أو قال: «وإمام المتقين» في بعض الروايات، ثم قال له: «تعال خذ رأس نبيك من حجري، فأنت أحق بذلك»، فلما دنوت من رسول الله ÷ ووضع