الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 73 - الجزء 2

  رأسه في حجري لم أر دِحْيَة، وفتح رسول الله ÷ عينيه وقال: «يا علي، من كنت تكلمه؟» قلت: دحية، وقصصت عليه القصة، فقال: «لم يكن ذلك وإنما كان جبريل # ليعرفك أن الله سماك بهذه الأسماء». ورواه أيضاً عن ابن مسعود ¥، حتى قال: «أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وأنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك، تزف أنت وشيعتك إلى الجنة زفاً، أفلح من تولاك، وخاب وخسر من قلاك، بحب محمد أحبوك، وببغضك لم تنالهم شفاعة محمد، ادن إلى صفوة الله أخوك وابن عمك، فأنت أحق الناس به»، إلى قوله: قال: «فما هذه الهمهمة يا علي؟» فأخبره علي # الحديث، فقال ÷: «لم يكن ذلك دِحْيَة بن خليفة، كان ذلك جبريل سماك بأسماء سماك الله بها، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين وهيبتك في صدور الكافرين، ولك يا علي عند الله أضعاف كثيرة».

  وأخرج المرشد بالله من طريقين عن بريدة: أمرنا رسول الله ÷ أن نسلم على علي بن أبي طالب بيا أمير المؤمنين.

  وأخرج محدث الشام محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في مناقبه عن ابن عباس قال ÷: «هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي».

  وأخرج الديلمي عن بريدة قال ÷: «يا بريدة، إن عليًّا وليكم من بعدي، فأحب عليًّا فإنه يفعل ما يؤمر»، وأخرج أبو نعيم وأحمد بن حنبل قال ÷: «يا علي، إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها، وهي زينة الأبرار الزاهدين في الدنيا»، وفي لفظ: «الزهد في الدنيا، جعلك الله تعالى لا ترزأ من الدنيا شيئاً ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك إماماً»، وفي رواية أحمد: «وطوبى لمن أحبك وصدق