الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 75 - الجزء 2

  وأخرج أحمد والديلمي وابن المغازلي عن سلمان، وابن المغازلي عن أبي ذر، وابن المغازلي عن جابر واللفظ لسلمان: سمعت حبيبي ÷ يقول: «كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله ø، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم، فلما خلق آدم ركّب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في صلبٍ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففيّ النبوة وفي علي الخلافة».

  وأخرج الحسكاني عن علي # مرفوعاً: «شركائي الذين قرنهم الله بذكره وبي، وأنزل فيهم {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}»، قلت: يا رسول الله، من هم؟ قال: «أنت أولهم». وأخرج عنه ÷: «من أراد أن يسلك سبيل النجاة ويعتصم بحبل الله المتين فليأتم علياً، ثم بالهداة من ولده، فوعزة ربي إنه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه».

  وأخرج ابن المغازلي الشافعي عنه ÷: «تختموا بالعقيق الأحمر؛ فإنه أول حجر شهد لله بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولعلي بالوصاية، ولولده بالإمامة، ولشيعته بالجنة».

  فهذه خمسون حديثاً، وقد علمت أن رواتها بين موالف ومخالف، وأنه لم ينفرد الشيعة بروايتها فيتطرق إليها القدح ممن أراد العناد، وكم غيرها في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الكرام مما يدل على ثبوت إمامة أمير المؤمنين # بعد رسول الله ÷ بلا فاصل، وهذا الضرب في التحقيق هو أقوى الأدلة على ذلك؛ لأن ما تواتر معناه لا تتطرق إليه تآويل متأول، ولا إنكار مجادل، فهو كجود حاتم وشجاعة علي # ونحو ذلك من المنقولات التي تفيد القطع بثبوتها في ذاتها ونحوها في المسائل الفرعية ثبوت الأذان عنه ÷ ووجوب الفطرة، بل دونها بمراحل؛ إذ لا تجد مسألة قطعية ولا ظنية أصولية ولا فروعية ورد فيها من السنة على الجملة ما ورد في هذه المسألة التي نحن بصددها؛ ولهذا قال المنصور بالله عبد الله بن حمزة @: وكل واحد منها أي: من نصوص