الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

الاستدلال على إمامة أمير المؤمنين # بالوصاية والعصمة والأفضلية:

صفحة 84 - الجزء 2

  وقوله ÷: «أهل بيتي أمان لأمتي من نزول العذاب، أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، أهل بيتي كباب حطة من دخله غفر له» إلى غير ذلك مما تواتر معناه، واتضحت دلالته ومبناه.

الاستدلال على إمامة أمير المؤمنين # بالوصاية والعصمة والأفضلية:

  وأما الاستدلال على إمامته # بالوصاية والعصمة والأفضلية فقد ثبت له # هذه الأوصاف الجليلة بما ذكره في تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبلغ الجميع مبلغ التواتر اللفظي لبعضها، والمعنوي لسائرها، فلا نحتاج هنا إلى مزيد عناية لإثباتها، ودلالتها على المقصود ظاهرة؛ لأن ما كان أمره إلى الموصي انتقل إلى الوصي بلا خلاف بين أهل العلم، والمعصوم عن الضلال بنفسه أو بمن تابعه أولى بالاتباع بضرورة العقل، والأفضل أولى من غيره بضرورة العقل أيضاً، ولقوله ÷: «من ولىَّ رجلاً وهو يعلم أن غيره أفضل منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»، وفي رواية: «والمسلمين». ذكر هذا الحديث أبو داود في سننه، وغيره من المحدثين، ولا تناكر فيه.

  لا يقال: فالإمام إذا مات وأوصى إلى رجل معين ما تقولون فيه: هل يصير إماماً أم لا؟ إن قلتم: نعم فليس من مذهبكم، وإن قلتم: لا نقضتم مذهبكم.

  لأنا نقول: إنما صار وصي رسول الله ÷ إماماً لأن الله تعالى جعل له ولاية على جميع المؤمنين إلى منقطع التكليف؛ لقوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}⁣[الأحزاب ٦]، فاقتضى عموم المؤمنين الموجودين في حياته ومن سيوجد بعدهم إلى يوم القيامة، وأجمع أهل العلم أن ما كان أمره إلى الوصي انتقل إلى وصيه، وقد ثبت بالأحاديث المتواترة أن عليًّا # وصي رسول الله ÷، فيجب أن تكون له هذه المرتبة، وهو أنه أولى بالمؤمنين بعد وفاة الرسول الله ÷ إلى أن استشهد #، وفي ذلك ثبوت إمامته بلا فاصل ولا ريب، بخلاف ولاية الإمام