الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 88 - الجزء 2

  لحفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقوم مقامك لا يُسمِع الناس، فلو أمرت عمر، فقالت له، فقال رسول الله ÷: إنكن لأنتن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس، زاد مسلم: فأمروا أبا بكر يصلي بالناس، ثم اتفقت رواية الجميع على قوله: ووجد النبي خفة. زاد الشيخان: في نفسه. وزاد أئمتنا $: فتمسح وتوضأ. ثم اتفقوا على قوله: فخرج وخرج معه علي والفضل بن العباس، ورجلاه يخطان الأرض. إلاَّ أن رواية الشيخين: فقام يهادى بين رجلين. فسرهما القسطلاني بقوله: العباس وعلي، أو بين أسامة بن زيد والفضل بن العباس معتمداً عليهما. ثم اتفقوا على قوله: فصلى رسول الله ÷ بالناس قاعداً والمسلمون قيام. زاد الشيخان: يقتدي أبو بكر بصلاة النبي ÷، ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر. ثم اختلفت الرواية فيما زاد على هذه الجملة، كل يروي ما يوافق مذهبه، ففي رواية أئمتنا $: وكان جبريل # أمره بالخروج، ونبهه على ما يقع من الفتنة إن صلى أبو بكر، وأنه لما فرغ ÷ من الصلاة أقبل على الناس فكلمهم رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول: أيها الناس سُعِّرَت النار وأقبلت الفتن، إلى آخر كلامه #، وفي رواية للشيخين عن أنس قال: لم يخرج النبي ÷ ثلاثاً، فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر يتقدم، فقال نبي الله ÷ بالحجاب فرفعه، فلما وضح لنا وجه النبي ÷ ما رأينا⁣(⁣١) منظراً قط كان أعجب إلينا من وجه النبي ÷ حين وضح لنا، قال: فأوما النبي ÷ بيده إلى أبي بكر أن يتقدم، وأرخى نبي الله ÷ الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات. وكذلك رووا أنه ÷ قال: أبى الله ورسوله أن يصلي بالناس إلا أبو بكر، ورووا أيضاً عن عائشة أنها قالت: أول مرضه ÷ كان في بيت ميمونة زوج النبي ÷، فاستأذن نساءه أن يُمَرَّض في بيتها أي: عائشة فأذِنَّ له، فخرج بين عباس بن عبد


(١) في رواية الشيخين: ما نظرنا منظراً.