[بقية الباب الثالث]
  غيره، وهي احتجاجات داحضة؛ لأن قوله: نحن عترة رسول الله ÷ والبيضة التي تفقأت عنه، وقوله: نحن شجرة رسول الله ÷ .... إلى آخره هي حجة أمير المؤمنين # وأهل بيته على أبي بكر وعمر؛ لأن الأقارب للرجل هم شجرته وعترته والبيضة التي تفقأت عنه، دون الأباعد؛ ولهذا قال أمير المؤمنين #: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة، وقال في محاججته لأبي بكر وعمر: احتججتم على الأنصار بالقرب من رسول الله ÷، فنحن نحتج عليكم بمثل ما احتججتم به، نحن أولى برسول الله ÷ حياً وميتاً إلى آخر كلامه #. وكذلك ما احتجا به: بأن الأئمة من قريش حجة لا تختص أبا بكر وعمر، بل جميع قريش فيها على سواء، والمعلوم أنه ليس المزية والفضيلة لقريش على سائر العرب إلا لقربهم من رسول الله ÷، فيجب أن يكون الأقرب إليه ÷ أحق بمقامه وميراثه ممن هو أبعد، فلو كان ما رواه المخالفون من تلك الأحاديث صحيحاً لما عدل عنه أبو بكر وعمر في الاحتجاج مع كونه خاصاً وناصَّاً في مطلبهما إلى حجة الغير والحجة الأعم البعيدة؛ لأن العاقل لا يعدل عن الاحتجاج بالأمر الصحيح الذي بيده الخاص به إلى الاحتجاج بالأمر الذي هو بيد غيره أو العام له ولغيره، وبهذا الوجه يعلم أن لا صحة لشيء من تلك الأحاديث.
  الوجه الثالث: ما روي عن محمد بن علي الباقر # أنه قال لبعض أصحابه: يا فلان، ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا، وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس، إلى قوله: ووجد الكاذبون والجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم، وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة، ورووا عنا ما لم نقله ولم نفعله، إلى أن قال: وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعاً صدوقاً يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من سلف من الولاة، ولم يخلق الله شيئاً منها ولا كانت ولا وقعت، ويرون أنها حق لكثرة من رواها، إلى آخر كلامه #. وهذا كما ترى يدل