الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 100 - الجزء 2

  هل احتيج في نشرها وروايتها وحفظها إلى مثل هذا العمل أم الأمر بالعكس؟ فإنهم اجتهدوا معاوية اللعين والحجاج لعنه الله تعالى وغيرهما من الظلمة في طمسها، وقتل الشيعة تحت كل حجر ومدر حتى كتم أولياؤه مناقبه خوفاً، وكتم أعداؤه ذلك غيظاً وبغضاً، فظهر من بين الكتمين ما ملأ الخافقين.

  الوجه الخامس: ما ذكره سيدي العلامة أحمد بن محمد لقمان # في رده على ابن حجر الهيثمي في البحار المغرقة للصواعق المحرقة، قال ما معناه: إن قول ابن حجر المصري في شرحه فتح الباري على البخاري: إنما قال المؤلف يعني البخاري: باب ما جاء في معاوية رغماً للشيعة، وإلا فلا تثبت في معاوية فضيلة ولا منقبة. ثم رد سيدي الصفي على ابن حجر الهيثمي فيما رواه من الأحاديث الكثيرة في فضائل المتقدمين منقولة عن البخاري وغيره بما معناه: إذا كان البخاري هو أصدق وأوثق أئمة الحديث لديهم إنما وضع: باب ما جاء في معاوية، وروى ما رواه في شأنه رغماً للشيعة، فلا يؤمن أن الأمر فيما رواه ووضعه من الأبواب السابقة في شأن المتقدمين على أمير المؤمنين وهو كالأمر فيما فعله في شأن معاوية، وأنه لا صحة لشيء من تلك الأحاديث، وإنما فعلها البخاري وغير البخاري رغماً للشيعة؛ لأنهم يتألمون لما يروى في المشائخ كما يتألمون لما يروى في معاوية، إلى آخر ما ذكره ¦.

  الوجه السادس: أنها معارضة للأدلة القطعية الدالة على إمامة أمير المؤمنين من الآيات والأحاديث التي مر ذكرها.

  الوجه السابع: أنها معارضة بما هو أقوى منها وأشهر وأظهر، وأثبت رواية، وأوثق سنداً، وأكثر عدداً من الأحاديث الآحادية الواردة في أمير المؤمنين # الدالة على إمامته ووصايته، وعدم جواز التقدم عليه، كما مر نقل بعضها، مع أنها قد تواترت معنىً، ونقلها الموالف والمخالف.

  الوجه الثامن: أنها مصادمة ومخالفة لما انعقد عليه إجماع العترة الطاهرة شموس