الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

[بقية الباب الثالث]

صفحة 101 - الجزء 2

  الدنيا وشفعاء الآخرة من أن عليًّا # هو الإمام عقيب الرسول ÷ بلا فاصل، كما مر تقريره.

  وأما الوجوه التفصيلية الواردة على كل حديث بخصوصه:

  فالحديث الأول: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يكون ملكاً عضوضاً» يقدح فيه من وجوه:

  أحدها: أن ثم نقص عن الثلاثين إذا أريد بها مدة الثلاثة ومدة قيام أمير المؤمنين # إلى أن استشهد، وذلك النقص من مفتح محرم سنة أحد عشر من الهجرة إلى أن توفي رسول الله ÷ ليلة اثني عشر شهر ربيع الأول من تلك السنة، فذلك شهران واثنتا عشرة ليلة، وبقية سنة الأربعين التي استشهد فيها أمير المؤمنين من ثالث وعشرين شهر رمضان ثلاثة أشهر وثمانية أيام، فجملة النقص خمسة أشهر وعشرون ليلة.

  ثانيها: أن المعتزلة يصححون إمامة الحسنين @، ويحكمون ببغي معاوية والبراءة منه، فيلزم الزيادة على الثلاثين، وكلام الرسول ÷ لا تجوز فيه الزيادة ولا النقص.

  لا يقال: إن وفاء الثلاثين بمدة خلافة الحسن # إلى أن انعزل منها وصار الأمر بيد معاوية.

  لأنا نقول: كلامنا وكلام الشارع ~ هو في الخلافة الصحيحة الشرعية، وقد ثبتت للحسنين @ بالاتفاق، وإن اختلفنا نحن والمخالف بماذا ثبتت؟ فعندنا بالنص: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خيرٌ منهما»، وعند المخالف بالعقد والاختيار.

  ثالثها: أن عند الأشعرية والمحدثين وسائر من يتسم بأهل السنة صحة خلافة معاوية منذ نزل عنها الحسن #، وكذلك سائر خلفاء الدولتين الأمويين والعباسيين.