[بقية الباب الثالث]
  بمصالحهم الدنيوية؟ فينتصب عنهم في الحضور لدى الأئمة، وفي المواقف المهمة ينظر ما يجلب لهم المصالح ويدفع عنهم النقائص والمفاسد؟ سل؟ فلعل هذا المبحث مما يتفرع على معرفته معرفة المحق من المبطل من الطالب أو المطلوب.
  ثانياً: وصول أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح هؤلاء الثلاثة لا خلاف ولا ريب في حضورهم من المهاجرين، ولم يشتهر حضور غيرهم من المهاجرين، وقد ذكر في بعض كتب أصحابنا أن لا غيرهم، ولكن سواء فرضنا حضور غيرهم أم لا مع العلم بعدم حضور أمير المؤمنين # وسائر بني هاشم ومن انضاف إليهم في ابتداء الأمر كطلحة والزبير وغيرهما من المهاجرين فيقال: حضور هؤلاء الثلاثة إلى السقيفة بعدما بلغهم ما بلغ من اجتماع الأنصار لتولية سعد أو غيره هل لأمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو لمجرد أمر دنيوي من دفع مضرة في تولي غيرهم عليهم أوجلب منفعة في توليهم الأمر بنفوسهم؟ سل؟ ولعل جواب هذا السؤال متوقف على معرفة جواب ما قبله.
  ثالثاً: قد وقع العقد والاختيار لأبي بكر في السقيفة من عمر بن الخطاب وأبي عبيدة، وسبقهما به من الأنصار بشير بن سعد على المشهور، أو قيس بن سعد على الرواية التي مرت عن ابن قتيبة، وهي أول بيعة، وذلك على حسب ما اتفقت عليه الروايات من إنكار الحباب بن المنذر بن الحباب كما في سائر الروايات، ومع امتناع سعد بن عبادة وولده قيس بن سعد ومن معهما من الخزرج فيقال: هل قد ثبت لهذا العقد حكم شرعي وثبتت به إمامة أبي بكر أم لا حتى يبايع سائر المسلمين أو يرضونه بلا إنكار، أم لا يثبت له حكم البتة ولو فرض مبايعة سائر المسلمين أو رضاهم به أجمع أكتع؟ سل؟ ولعل الجواب على هذا السؤال متوقف على معرفة جواب ما قبله.
  إذا عرفت ذلك وتأملته علمت لزوم هذه الثلاثة الأسئلة لهذه الحادثة لزوم السؤال عن المولود أذكر أم أثنى، وعن ورثة الميت في حق من يتعلق بمعرفة الجواب