[بقية الباب الثالث]
  وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ في ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ÷، حتى دخلت على أبي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار، فضرب بينها وبينهم ريطة بيضاء، وقال بعضهم: قُبيطة(١) وقالوا: قَبيطة بالضم والكسر، ثم أَنَّتْ أَنَّةً أجهش لها القوم بالبكاء، ثم أمهلت طويلاً حتى سكتوا من فورتهم، ثم قالت &: ابتدأ بحمد من هو أولى بالحمد والطول والمجد، الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر بما ألهم، إلى آخرها، وذكرها صاحب المنشورات عن القاسم بن إبراهيم بإسناده إلى زيد بن علي @، عن زينب بنت علي بن أبي طالب $، ورواها الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة @ في الشافي، كما نقل شطراً منها عنه صاحب العسجد المذاب في اعتقاد الآل في الأصحاب، ورواها أيضاً الإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين في أنوار اليقين @ بالسند المذكور عن القاسم بن إبراهيم @، عند شرح قوله في أرجوزة أنوار اليقين:
  واسمع إلى قول البتول فاطمهْ ... حيث أتت إلى عتيقٍ خَاصمَه
  زاريةٌ في فدكٍ محاكمهْ ... خاطبة للقوم وهي كاظِمَه
  فما ترى في غضبِ البتولِ ... وغضب السبطين والحليلِ
  أليس منه غضب الرسولِ ... وغضب المهيمن الجليل
  وذكر ابن أبي الحديد عن المرتضى بإسناده إلى أحمد بن أبي طاهر قال: ذكرت(٢) لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $: كلام فاطمة & عند منع أبي بكر إياها فدكاً، وقلت له: إن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع، وأنه من كلام أبي العيناء؛ لأن الكلام منسوق البلاغة، فقال لي: رأيت مشائخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أبناءهم قبل أن يوجد جد أبي العيناء، وقد حدث
(١) في شرح النهج: قبطية.
(٢) في الأصل: قلت، وما أثبتناه من شرح النهج.