[بقية الباب الثالث]
  من السماء والأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلممن فاستمعن، وما عشتن أراكن الدهر عجباً، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث، إلى أي ملجأ استندوا، وبأي عروة تمسكوا، لبئس المولى ولبئس العشير، ولبئس للظالمين بدلاً، استبدلوا والله الذنابا بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ويحهم {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}[يونس ٣٥]، أما لعمر الله لقد لقحت قنطرة ريثما تحلب، ثم احتلبوها طلاع القعب دماً عبيطاً وذعاقاً ممقراً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غب ما أسس الأولون، ثم طيبوا عن أنفسكم نفساً، واطمأنوا للفتنة جأشاً، وأبشروا بسيف صارم، وهوج شامل، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً، فيا حسرةً عليكم، وأنى لكم وقد عميت عليكم {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}[هود ٢٨]، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين. انتهى من شرح النهج.
  قال ابن أبي الحديد: هذا الكلام وإن لم يكن فيه ذكر فدك والميراث إلا أنه من تتمة ذلك، وفيه إيضاح لما كان عندها &، وبيان لشدة غيظها وغضبها.
  وقال المنصور بالله عبد الله بن حمزة @: فهذا كلام فاطمة الذي لقيت الله تعالى عليه، ولا نتعدى طريقة من يحب الاقتداء به من الآباء والأمهات $.
  ولنختم هذا الكلام بما ذكره صاحب المنشورات الجليلة فيما انطوت عليه الوصية المتوكلية، وصية الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم @، وهو السيد العلامة جمال الإسلام علي بن عبد الله بن أمير المؤمنين القاسم بن محمد $ جميعاً، عن القاضي العلامة جمال الملة وحافظها أحمد بن سعد الدين المسوري ¦، عن القاضي العلامة فخر الدين عبد الله بن سعد الدين المسوري | وأعاد من بركاته وجزاه خيراً في المحجة البيضاء بعد كلام له