الفرع الثالث: في حكم من خالف أمير المؤمنين #:
  الناكثون، وهم أصحاب الجمل: طلحة والزبير ومن معهما وجميع من في معسكرهما، وقد رويت توبة عائشة وطلحة والزبير، والله أعلم بصحة ذلك، قال زيد بن علي @: قد ثبت ما أجرموا وإلى الله المصير.
  والمارقون، وهم الخوارج الذين أصروا على حرب أمير المؤمنين # حتى أهلكهم الله تعالى على يده ~، وأبادهم حتى لم يبق منهم دون عشرة.
  والقاسطون، وهم معاوية اللعين ومن معه من الأمراء والأجناد والمعادين لأمير المؤمنين # من تبعته وسائر رعيته، وقد ذهب بعض العلماء إلى كفره، وكفى بجهنم سعيراً سواء قيل بكفره أو فسقه.
  الصنف الثاني: الذين توقفوا عن إمامته # ونصرته والجهاد معه، وهم: سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، ومحمد بن سلمة الأنصاري، وزيد بن ثابت أخو حسان بن ثابت، وأسامة بن زيد، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، واختلفت الروايات عن هؤلاء هل توقفوا عن بيعته والدخول تحت إمامته أم عن النصرة والقتال فقط، وعلى كل حال فاختلف أئمتنا $ في حكمهم، فمنهم من فسقهم، ومنهم من تولاهم، ومنهم من توقف في حكمهم، وهو الأولى؛ لعدم الدلالة القاطعة على صحة أي الأمرين المذكورين، ولكن الإجماع منعقد على خطئهم وإثمهم ومعصيتهم على الجملة، وقد قال ÷: «واخذل من خذله».
  الصنف الثالث: الذين تقدموا عليه في الإمامة وتواثبوا عليها وهو مشتغل بتجهيز رسول الله ÷، وهم الثلاثة ومن أعانهم على ذلك، وهؤلاء لا خلاف أيضاً بين أئمتنا $ في معصيتهم وظلمهم لأمير المؤمنين #، وتعديهم لما ليس لهم من التقدم على أمير المؤمنين # بلا مخالف من أهل البيت $ في ذلك إلا ما مر من الحكاية عن عبد الله بن الإمام شرف الدين @، وكذلك لا خلاف أيضاً بينهم في معصيتهم وظلمهم بما فعلوه بالزهراء صلوات الله عليها من الأذية