[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $
  وتقتلها فيما ليس لك، فإن ظهر أحب الفريقين إليك نبذك وعزلك، وإن ظهر أبغضهما إليك نكل بك وقتلك، الخ ما ذكره. فأجابه قيس: إنما أنت وثن من هذه الأوثان، دخلت في الإسلام كرهاً، وأقمت عليه فَرَقاً، وخرجت منه طوعاً، ولم يجعل الله لك فيه نصيباً، لم يقدم إسلامك إسلامك، ولم يحدث نفاقك، ولم تزل حرباً لله ولرسوله، وحزباً من أحزاب المشركين، فأنت عدو الله ورسوله والمؤمنين من عباده، إلى قوله: وزعمت أني يهودي ابن يهودي، وقد علمت وعلمنا أن أبي من أنصار الدين الذي خرجت منه، ومن أعداء الدين الذي دخلت فيه وصرت إليه، والسلام. وفي هذا الكتاب من رواية صاحب المنشورات ¦: ولئن سرت إلي شبراً لأسيرن إليك ذراعاً، ولئن سرت إلي ذراعاً لأسرين إليك باعاً، ولئن سرت إلي باعاً لأهرولن إليك. قالوا: ثم إن قيس ¦ بعد أن خطب أصحابه بالخطبة التي مر ذكرها حتى أجابه أصحابه: فانهض بنا إلى عدونا - نهض بهم، وخرج إليهم بسر بن أرطأه في عشرين ألفاً على رواية أبي الفرج، أو اثني عشر على رواية صاحب المنشورات، فصاحوا بهم: هذا أميركم قد بايع، يعنون عبيد الله بن العباس، وهذا الحسن بن علي قد صالح، فعلام تقتلون أنفسكم؟ فقال قيس بن سعد: اختاروا إحدى اثنتين: إما القتال من غير إمام، أو تبايعوا بيعة ضلال، فقالوا: نقاتل بلا إمام، فخرجوا فضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم، قالوا: وإن معاوية لعنه الله أرسل رجلين أحدهما عبد الله بن عامر، والآخر المغيرة بن شعبة كما في المنشورات، أو عبد الرحمن بن سمرة كما في المقاتل إلى الحسن بن علي # للصلح، فدعواه إليه، وزهداه في الأمر، وأعطياه ما شرط له معاوية، وأن لا يتبع أحداً مضى، ولا ينال أحداً من شيعة علي # بمكروه، ولا يُذكَر علي # إلا بخير، وأشياء اشترطها، فأجابه الحسن # إلى ذلك، وانصرف قيس فيمن معه إلى الكوفة، وانصرف الحسن #، واجتمع إليه وجوه الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين # يلومونه ويبكون إليه جزعاً مما فعله، هكذا ذكره في المقاتل. وفي المنشورات أن