[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $
  يشخصوا إلى الكوفة فيخرجوا عامل معاوية منها، ويعود إلى الحرب، وينبذ إلي الظالمين على سواء، إن الله لا يهدي كيد الخائنين فحمد الله الحسن # وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، فإنكم شيعتنا وأهل مودتنا، وقد فهمت ما ذكرتم، ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا أعمل ما كان معاوية بِأَبْأس مني بأساً وأشدّ شكيمة، ولكان رأيي غير ما رأيتم، ولكني أشهد الله وإياكم أني لم أرد بما رأيتم إلا حقن دمائكم، وإصلاح ذات بينكم، إلى قوله #: وأما قولك: يا مذل المؤمنين، والله لئن تذلوا وتعافوا أحب إلي من أن تعزوا وتقتلوا، فإن رد الله علينا حقنا في عافية قبلنا وسألنا الله العون على أمره، وإن صرفه عنا رضينا وسألنا الله أن يبارك لنا في صرفه، فليكن كل رجل منكم حلساً من أحلاس بيته مادام معاوية حياً، إلى آخر كلامه قال: ثم خرج سليمان بن صرد فدخل على الحسين #، فعرض عليه ما عرض على الحسن #، وأخبره بما رد عليه الحسن، فقال الحسين: ليكن كل رجل منكم حلساً من أحلاس بيته حتى ما دام معاوية حياً، فإنها بيعة كنت والله كارهاً لها، فإن هلك معاوية نظرنا ونظرتم ورأينا ورأيتم.
  وروى أبو الفرج ¦ بأسانيد عن سفيان بن الليل(١) قال: أتيت الحسن حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط، فقلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: وعليك السلام يا سفيان، انزل، فنزلت فعقلت راحلتي ثم أتيت فجلست إليه فقال: كيف قلت يا سفيان بن الليل، فقلت: السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين، قال: ما جرَّ هذا منك إلينا؟ فقلت: أنت والله بأبي وأمي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة، وسلمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكِلَة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك، وقد جمع الله لك أمر الناس، فقال: يا سفيان، إنا أهل البيت إذا علمنا الحق تمسكنا به، وإني سمعت علياً # يقول: سمعت
(١) في المقاتل: سفيان بن أبي ليلى. وكذلك في شرح النهج. وفي اللآلئ المضيئة مثل ما هنا منظر.