الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين،

محمد بن يحيى مداعس (المتوفى: 1351 هـ)

هل صلح الحسن # مع معاوية صواب أم خطأ؟:

صفحة 237 - الجزء 2

هل صلح الحسن # مع معاوية صواب أم خطأ؟:

  ولابد من تنبيه المسترشد على ما ظهر للعبد الحقير ذي الفهم اليسير أجاره الله وسائر المؤمنين من عذاب السعير من تلك الفوائد المفيدة والنكت المتعلقة بالمسائل الدينية وحسن العقيدة وبالله التوفيق:

  فمنها: أن صلح الحسن # كان صواباً عند أكثر الأمة، بل لم يخالف فيه إلا الخوارج، نص عليه في القلائد، فأما ما مر من الحكاية عن بعض المحبين والشيعة من اللوم للحسن # ومراجعته في ذلك كما مر عن سليمان بن صرد وسفيان بن الليل فليس منهم حكما ولا اعتقاداً للخطأ، وإنما ذلك مراجعة معه # إذا رأى صلاحاً في عدم المضي على موجب الصلح، حيث إن معاوية لعنه الله قد فعل ما أوجب نقضه، دليله أنهم لا يعتقدون تأثيمه # في ذلك، ولا خرجوا عن موالاته أو محبته بما فعله من الصلح وعدم مساعدتهم إلى ما طلبوه منه #، وهذا واضح.

  ومنها: أن الحسن # لم ينعزل عن الإمامة بذلك الصلح، خلافاً للحشوية، نص عليه في القلائد أيضاً، قال الشارح: وهو قول عامة المجبرة، ويسمون سنة الصلح: سنة الجماعة؛ إذ فيه اجتماع الشوكة لمعاوية، وإجماع الناس عليه، قال #: لنا يعني في الاستدلال على أنه لم ينعزل الحسن # عن الإمامة لأنها لا تبطل الإمامة بعد ثبوتها إلا بحدث من الإمام يوجب الفسق، أو اختلال شرط من شروطها، وقد ثبتت إمامة الحسن # قبل الصلح، ولم يحدث بذلك الصلح ما يبطل الإمامة؛ لأنه لم يكن معصية على ما سيأتي فضلاً عن أن يكون فسقاً، فبطل ما زعموه.

  قلت: ولأن إمامته # ثبتت بالنص سواء قام أو قعد، وإبطال ما قضت به النصوص لا يجوز، ولا يمكن تقدير حصول ما يبطلها من فسق أو اختلال