[فصل:] في إمامة الحسنين بعد أبيهما $
  وكتب إليه عبد الله بن جعفر بجواب إلى أن قال: وما ذكرت من جبرك إياي على البيعة فلعمري لئن أجبرتني لقد أجبرناك وأباك على الإسلام حتى أدخلناكما كارهين غير طائعين، والسلام.
  وكتب إليه عبد الله بن الزبير:
  ألا أسمع الله الذي أنا عبده ... فأخزى إله الناس من كان أظلما
  وأجرأ على الله العظيم بحلمه ... وأسرعهم في الموبقات تقحما
  أغرك أن قالوا حليم بعزة ... وليس بذي حلم ولكن تحلما
  ولور مت ما إن قد عزمت وجدتني ... هزبراً عريناً يترك القِرْن أكتما
  وأقسم لولا بيعة لك لم أكن ... لأنقضها لم تنج مني مُسْلماً
  وأجابهُ الحسين بن علي @ بجواب نذكره بلفظه على التمام؛ لما فيه من ذكر بعض مساوئ عدو الإسلام، ويسيراً من بوائق ذلك الفجور الظلام: أما بعد، فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنه انتهت إليك عني أمور لم تكن تظنني بها رغبة [بي](١) عنها، وأن الحسنات لا يهدي إليها ولا يسدد لها إلا الله تعالى، وأما ما ذكرت أنه رقي إليك عني فإنما رقاه إليك [الملاقون](٢) المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الجمع، وكذب الغاوون المارقون ما أردت حرباً ولا خلافاً، وإني لأخشى الله في ترك ذلك منك ومن حزبك القاسطين المحلين حزب الظلم وأعوان الشيطان الرجيم، ألست قاتل حجر وأصحابه العابدين المخبتين، الذين كانوا يستفظعون البدع، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فقتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة والعهود(٣) الأكيدة؛ جرأة على الله واستخفافاً بعهده، أولست بقاتل عمرو بن الحمق الذي أَخْلَقَت وأَبْلَتْ وجهه
(١) من كتاب: الشيعة في موكب التاريخ.
(٢) من كتاب: الشيعة في موكب التاريخ.
(٣) في المخطوط: وأعطتهم المواثيق الأكيدة، وما أثبتناه من (النصائح الكافية).