[الإيمان بصحة ما وعد الله به من أوصاف الجنة]
  والحياة: المراد بها حسن اللبث والإقامة، لا المقابلة للموت؛ لاشتراكها بين أهل الجنة وأهل النار. (وسرُرِها) جمع سرير: وهو ما يوضع للجلوس على أربع قوائم وأكثر، وما يتخذ للملوك للقعود عليه والاستراحة، قال الله تعالى: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[الحجر ٤٧]، من ذهب وزبرجد وياقوت. (الموضوعة) بمحلاَّتها المعدة للمؤمنين، (ومآكلها) جمع مأكل، وهو معطوف على مساكنها، أي: وطيب مآكلها، فيكون قوله: (المشتهيات) صفة مؤكدة. أو على سعة الجنة، أي: بصحة ما وعد به من سعة الجنة ومن مآكلها المشتهيات، فيكون قوله: «المشتهيات» صفة مؤسسة. (وفواكهها) وهي كل ما يستفكه من الثمار، كالأعناب والرمان والنخيل والزيتون، (الكثيرة) الأصناف والألوان والطعوم اللذيذة، قال الله تعالى: {كلما رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}[البقرة ٢٥]، وفي الحديث: أنه يؤتى إليهم بصحاف من ذهب فيها الفواكه تشابه ما قد مر عليهم قبلها، فيقولون: هذا الذي رزقنا من قبل، فيقال: كل فاللون اللون والطعم غير الطعم، (التي ليست بمقطوعة) كما تنقطع ثمار الدنيا في الشتاء أو غيره من سائر فصول السنة (ولا ممنوعة) عنهم بأي مانع من استحقاق الغير لها أو وجود صارف عن أكلها من خشية ضرر أو تخمة، (وأنهارها) وهي السواقي، وقوله: (الجارية) يصح فيه أن يكون فاعل الجري ضميراً راجعًا إلى الأنهار، فإسناد الجري إليها مجاز، ويصح أن يقدر له فاعل، أي: الجارية فيها المياه، وهو الأظهر؛ ليناسب الأوصاف المذكورة بقوله: (التي ليست بمستقذرة ولا آسِنَةٍ، ولا متغيرة ولا آجِنَة) فإن هذه الأوصاف غالبة في المياه لا في السواقي نفسها، وإن كان الأول يصح على الجميع. والمستقذر: ما تستقذره النفس لخبثه في شمه أو طعمه أو ضرره. والآسن والآجن على وزن فاعل، والكل متغير، لكن الآجن يمكن شربه، والآسن لا يمكن شربه لفرط تغيره، قاله شيخنا ¦. والأظهر