سورة الحجر
  {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ٥٠} وأمره أن يخبرهم أيضاً أن عذابه شديد وأليم لمن أصر على معصيته ولم يتب منها، وأما من اعتذر عنده فسيقبل عذره، وأما إذا كانت زلته حقاً لآدمي فليذهب إليه ليتخلص من الحق عند صاحبه.
  {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٥١} ثم أمره الله سبحانه وتعالى أن يقص على قومه قصة إبراهيم وما جرى له مع ضيوفه الكرام.
  {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ ٥٢} وهذه هي بداية قصته معهم، وهي أنهم دخلوا عليه في هيئة البشر ضيوفاً، فسلموا عليه ورد عليهم، وأخبرهم أنه قد أصابه من دخولهم عليه الخوف بعد أن علم أنهم من الملائكة، وأنهم لا ينزلون إلا لتعذيب قوم واستئصالهم.
  {قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ٥٣} فطمأنوه وأخبروه أنهم إنما جاءوا إليه ليبشروه بمولود سيولد له، وسيكون من أهل العلم والحكمة.
  {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى(١) أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ٥٤} استنكر عليهم واستغرب في نفسه كيف يبشرونه بالولد بعد أن طعن في السن وبلغ حداً لا يسمح له بالإنجاب؟
  {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ ٥٥} فأجابوه بأنهم إنما يبشرونه بخبر قد أمرهم الله سبحانه وتعالى بتبليغه إياه، فكيف يتعجب من ذلك وهو يعلم أن الله على كل شيء قدير.
  {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ٥٦} فأجابهم إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بتصديق وعد الله وأنه على كل شيء قدير.
(١) سؤال: ما معنى «على» هنا؟ وهل خرجت عن أصلها أم لا؟
الجواب: «على» هنا بمعنى «مع»، ويجوز أن تكون على معناها الأصلي الذي هو الاستعلاء، ومعنى استعلائه على الكبر أنه وصل غايته فكأنه تجاوزه وعلا ظهره، هكذا قالوا.