محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجر

صفحة 369 - الجزء 2

  وأن الأنهار تجري في هذه البساتين.

  {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ٤٦} وستزفهم إليها الملائكة بأمر من الله سبحانه وتعالى، وكذلك ستزف إليهم التهاني والتبريكات ويطمئنونهم عند ذلك، ويبشرونهم بنيل الفرح والسرور الذي لا خوف معه.

  {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} وسيذهب الله سبحانه وتعالى عنهم تلك الطبائع⁣(⁣١) التي كانت في الدنيا موجودة عند كل إنسان من الغل والحسد والحقد وما أشبهها، وقد وجدت هذه الطبائع في الدنيا لأجل التكليف، فمن تحكم في نفسه ومنعها من الطمع والجشع والحسد فإنه يستحق على ذلك الثواب العظيم من الله سبحانه وتعالى.

  {إِخْوَانًا⁣(⁣٢) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ٤٧} وسيكونون إخوة متحابين ومجتمعين على سرر يتحدثون فيما بينهم.

  {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ} لا يلحقهم فيها ما يكون في الدنيا من التعب والإرهاق والضيق والهم والحزن.

  {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ٤٨} فهم في نعيم دائم لا ينقطع ولا يفنى.

  {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٤٩} أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يبلغ جميع عباده من المشركين وغيرهم أنه غفور لمن تاب ورجع إليه ولو كانت ذنوبه مثل الجبال؛ فسيغفرها له ما دام قد رجع إليه، وأن هذا من رحمته بعباده إذ يرغب عباده في الرجوع إليه، والإقلاع عما هم عليه من الشرك والمعاصي والفساد.


(١) سؤال: هل المراد نزع أصل هذه الطبائع أم غير ذلك فكثيراً ما يشكل هذا؟

الجواب: المراد نزع أصل تلك الطبائع لأنه لا مصلحة فيها في الجنة لارتفاع التكليف.

(٢) سؤال: ما إعراب «إخواناً»؟

الجواب: «إخواناً» حال من الضمير المجرور في «صدورهم».