محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحجر

صفحة 372 - الجزء 2

  {وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} وأمروه في خلال مشيهم ألا يلتفت أحد منهم وراءه، ولعل ذلك لكي لا يروا شدة العذاب النازل بقومهم.

  {وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ٦٥} وأخبروه أيضاً أن الله سبحانه وتعالى سيرسل إليهم من يوجههم في مسيرهم.

  {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ⁣(⁣١) مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ٦٦} والمراد به أن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى لوط أن وقوع العذاب بهم مقطوع به، وأنه لن يأتي عليهم الصباح إلا وقد استأصلهم وأبادهم، وقطع دابرهم.

  {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ ٦٧} وذلك عندما وصل ضيوف نبي الله لوط # علم قومه بقدومهم فأقبلوا مسرعين نحوه يعلوهم الفرح والسرور بما سيفعلونه مع هؤلاء الضيوف من الفاحشة، وقد قيل إن امرأته هي التي أعلمت القوم بقدومهم.

  {قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ٦٨ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ٦٩} استاء لوط عندما رآهم مقبلين إليه، وأخذ يترجَّاهم ويتوسل إليهم أن يتركوا ضيوفه فلا يفضحوه فيهم.

  وفي هذه الآيات تقديم وتأخير فقد بدأ بذكر أمر الملائكة لنبي الله لوط بالخروج، وإخبارهم له بوقوع العذاب بهم، ثم قص بعد ذلك بداية قدومهم، وما كان من لوط مع قومه، وقد ورد في القرآن كثير من هذا الباب.

  {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ٧٠} وزجروه وانتهروه بأنه الذي جنى على


(١) سؤال: ما إعراب المصدر المؤول: {أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ

الجواب: يعرب بدلاً من {ذَلِكَ} فهو في محل نصب.

سؤال: ما المراد بالدابر؟ وهل هو حقيقة أم مجاز؟

الجواب: المراد بالدابر آخر المهلكين أي: أن الله أهلكهم كلهم حتى آخر رجل منهم.

والدابر مجاز فإنه شبههم بالجسد الواحد الذي له قابل ودابر، وقد يكون الدابر حقيقة من حيث أن المضاف جزء من المضاف إليه فدابرهم هو آخرهم هلاكاً.