سورة الإسراء
  القربى والمساكين وأبناء السبيل، وأنه إن كان لا يجد شيئاً يعطيهم، فينبغي أن يتخلص منهم بالكلمة الطيبة إلى أن يعطيه الله سبحانه وتعالى.
  {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ٢٩} ثم نهاه أن يكون بخيلاً ممسكاً لا يخرج لهم شيئاً، وكذلك لا يعطي جميع ما في يده حتى لا يبقى معه شيء، وأن يكون على الوسط من ذلك.
  {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ٣٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه هو الذي يعطي ويمنع ويبسط رزقه لمن يشاء ويضيقه على من يشاء، وأن كل ذلك لمصلحة عباده فهو عالم بما يصلحهم وما يفسدهم، وأنه لو بسط الرزق لبعضهم لبغوا في الأرض ولأفسدوا.
  {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا(١) كَبِيرًا ٣١} كان المشركون يقتلون أولادهم خشية الفقر فنهى الله سبحانه وتعالى عباده عن ذلك، وأخبرهم أنه سيرزقهم مثلما رزق آباءهم، وأنه لم يخلق أحداً إلا وقد تكفل برزقه، وأن قتل الأولاد معصية عظيمة.
  {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢}(٢) ثم نهى تعالى عن الزنا لكونه معصية في غاية القبح والفحشاء، وبئست العادة الزنا لما فيه من الفساد واختلاط الأنساب، وما يورثه من المفاسد في المجتمع.
(١) سؤال: ما الوجه في قوله: {خِطْئًا} بدل قوله: «خَطَأً» بفتح الخاء والطاء؟
الجواب: قيل: {خِطْئًا} بالكسر والسكون مصدر «خَطِئ» يقال: خَطِئَ خِطْأً، كأَثِمَ إثْماً، وقيل: خِطْأً وخَطَأً لغتان، كمِثْل ومَثَل، وينبغي أن يقال: إن خَطَأً بفتح الأول والثاني هو اسم مصدر أخطأ الذي معناه ضد الصواب، وبالكسر والسكون بمعنى الإثم فيكونان مختلفين.
(٢) سؤال: ما إعراب: {وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢}؟
الجواب: «ساء» فعل ماض للذم، وفاعله ضمير مستتر، و «سبيلاً» تمييز يبين به جنس الفاعل، أي: وساء السبيل سبيلاً، والمخصوص بالذم مقدر أي: الزنا.