سورة الكهف
  {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ} وأخبر أنهم إنما يقولون ذلك من عند أنفسهم لا عن دليل ولا حجة كما يقول آباؤهم، وهؤلاء هم طائفة اليهود عندما قالوا: عزير ابن الله، وكذلك النصارى عندما قالوا: المسيح ابن الله، والمشركون الذين قالوا إن الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
  {كَبُرَتْ كَلِمَةً(١) تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} وأخبر أن هذا افتراء عظيم عليه، لأنهم بقولهم هذا حطوه عن مرتبة الإلهية والربوبية؛ لأن التوالد من طبيعة الخلق، والله تعالى ليس من جنس المخلوقين.
  {إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ٥} ثم أخبر أن قولهم هذا ليس إلا كذباً وافتراءً عليه، ولا دليل لهم عليه ولا حجة.
  {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦}(٢) يخاطب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ معاتباً له على شدة متابعته لقريش ليؤمنوا، وحرصه البالغ في متابعتهم وملاحقتهم حتى أجهد نفسه غاية الجهد، وتعاظم حزنه وأسفه على عدم إيمانهم، فعطف عليه ربه وقال له: هون على نفسك ولا تقتلها في متابعة قريش ليؤمنوا، وما عليك إلا البلاغ المبين، فإذا بلَّغتَهم حجة الله عليهم فقد أديت رسالتك.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب: {كَلِمَةً}؟
الجواب: تعرب على أنها تمييز للفاعل المستتر في «كبرت» وهو من نوع التمييز الذي يقال فيه إنه محول عن فاعل.
(٢) سؤال: من فضلكم ما إعراب: {أَسَفًا}؟ وأين جواب: {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا}؟
الجواب: يعرب «أسفاً» مفعول من أجله، وناصبه «باخع»، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه.