محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الكهف

صفحة 488 - الجزء 2

  {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى⁣(⁣١) الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ٧}⁣(⁣٢) أخبر الله سبحانه وتعالى أنه خلق الأرض لعباده، وسخر لهم ما عليها من الزينة ليختبرهم ويبتليهم؛ لينظر من يصبر منهم على طاعته، ومن يميل بهواه إلى زينة الحياة الدنيا.

  {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ٨} ثم أخبر سبحانه وتعالى أنه سوف يدمر الأرض بعد ذلك، وسيجعلها صعيداً واحداً لا نبات فيها ولا حياة، وذلك يوم القيامة ليحاسب الناس على ظهرها.

  {أَمْ⁣(⁣٣) حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ٩}⁣(⁣٤) أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن آياته كلها عجيبة، وأن أصحاب الكهف آية من آياته فالمفروض أن لا يتعجب منها وحدها، فليست وحدها التي تبعث على العجب، فآيات الله العجيبة تملأ السماوات والأرض.


(١) سؤال: ما المراد بـ {مَا عَلَى الْأَرْضِ} هل: المال والبنون ونحو ذلك أم ماذا؟

الجواب: نعم المراد ذلك ونحوه وهو كل ما تميل النفوس إليه وترغب فيه مما يشتهيه البطن أو الفرج أو البصر أو السمع أو الطبع كالسيطرة والترفع وما أشبه ذلك.

(٢) سؤال: هل يصح أن يستدل بقوله تعالى: {أَحْسَنُ عَمَلًا ٧} على أن الله تعالى لا يقبل من الطاعات إلا ما كان صحيحاً سالماً من المفسدات؟

الجواب: نعم يصح الاستدلال بالآية على ذلك؛ لأنه إذا خالط العمل الحسن ما يفسده ذهبت عنه صفة الحسن، بدليل ذم الله تعالى للذين ينفقون أموالهم رئاء الناس، وذمه للمنافقين وشهادته عليهم بالكذب.

(٣) سؤال: ما معنى «أم» في هذه الآية؟

الجواب: بمعنى بل والهمزة.

(٤) سؤال: كيف صح أن يخبر بالمصدر {عَجَبًا ٩} عن الذات: {كَانُوا

الجواب: صح ذلك لأن المراد قصة أهل الكهف وخبرهم لا الإخبار عن ذواتهم.