سورة طه
  أدى ~ وعلى آله ما عليه من التبليغ والحجة، وحسابهم على الله سبحانه وتعالى.
  {تَنْزِيلًا(١) مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَا ٤ الرَّحْمَنُ(٢) عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥} وأن هذا القرآن منزل من عند خالق السماوات والأرض المستولي عليهما وعلى ما فيهما، والمسيطر عليهما بقدرته وسلطانه وتدبيره.
  والعرش هو الملك، وإنزال الله تعالى للقرآن هو من جملة تدبيره في مملكته، وقد أنزله إلى أمة محمد ÷ رحمة بهم.
  وما يقولونه بأن هناك سريراً، وأن الله تعالى قد استوى فوقه جالساً؛ فالجواب عليه: أن ذلك منافٍ للسياق الذي ورد فيه من التمدح وإظهار العظمة والكبرياء بأن هذا القرآن تنزيل من خالق السماوات والأرض والمدبر لأمرهما ولما فيهما والمستولي على جميع ما فيهما.
  ولو كان الأمر كما يقولون بأن هناك سريراً، وأن الله سبحانه وتعالى قد استوى عليه جالساً لكان في إقحامه في هذا السياق غاية القبح وأسمجه، يعرف ذلك من له أدنى مسكة في كلام العرب ومخاطباتهم ومحاوراتهم.
  وإنما المراد بذلك أنه خلق السماوات والأرض ثم استولى على ملكهما، وسيطر عليهما بقدرته وإرادته وتصرفه وتدبيره، من الخلق والرزق والموت والحياة، وما
(١) سؤال: فضلاً: ما إعراب: {تَذْكِرَةً} و {تَنْزِيلًا}؟
الجواب: نصب «تذكرة» على أنه مفعول من أجله، و «تنزيلاً» مفعول مطلق لأنزلنا محذوفاً، ويجوز أن ينتصب على المدح والاختصاص.
(٢) سؤال: ما العلة في عدم جر: {الرَّحْمَنُ} على أن يكون بدلاً من «من» في قوله: {مِمَّنْ خَلَقَ}؟
الجواب: لم يجز إعرابه بدلاً لاختلال النظم بانقطاع {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ٥} عما قبله.