سورة طه
  يستحق من كان كذلك أن يكون إلهاً يعبد؟
  {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} أخبر الله سبحانه وتعالى أن هارون كان قد وعظهم قبل أن يرجع موسى، وحذَّرهم من اتباع السامري وأخبرهم أنه إنما يريد أن يضلهم ويغويهم.
  {وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ٩٠} هذا من كلام هارون # ووعظه لهم أن الذي أنعم عليهم بالخلق والعقل والرزق هو ربهم الذي يستحق العبادة وليس هذا العجل.
  {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ٩١} ولكنهم عصوا هارون وتمردوا عليه، وأخبروه أنهم لن يتركوا عبادة العجل هذا حتى يرجع موسى، ثم يكون لنا معه كلام، وذلك أن موسى كان مهاباً عندهم، وكان صاحب شخصية قوية بين قومه، وكانوا يخافونه.
  وفعلا فما إن رجع موسى حتى نسف هذا العجل وأحرقه ولم يستطيعوا أن ينبسوا ببنتِ شفه أو يتكلموا بكلمة أمامه، وانزجروا لزجره وتركوا عبادة العجل خوفاً منه ومن غضبه عليهم، وكم وعظهم هارون وحذرهم ولكن دون جدوى، حتى لقد هددوه بالقتل.
  {قَالَ يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ٩٢ أَلَّا تَتَّبِعَنِ(١) أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ٩٣} ثم رجع موسى بالكلام على أخيه هارون معاتباً له لماذا لم يتركهم ويلحق به عندما رأى منهم ما رأى من الكفر(٢).
(١) سؤال: من فضلكم ما موضع المصدر في: {أَلَّا تَتَّبِعَنِ} بالتفصيل؟
الجواب: موضعه الجر بحرف جر مقدر وهو متعلق بـ «منعك»، ويصح أن نقول: إن موضعه النصب بنزع الخافض.
(٢) سؤال: هل يؤخذ من الآية أن الاستطاعة بالمناصرين شرط في إزالة المنكر؟ وهل دلت على =