سورة طه
  وبحسب صنعته جعل لهذا العجل صوتاً وخواراً، وأخبرنا بأن هذا العجل هو إلهنا الذي ذهب موسى ليبحث عنه عند الطور فصدقناه، وهذا هو معنى قوله: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا(١) لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى(٢) فَنَسِيَ ٨٨}(٣) وكذا أخبرنا أنك يا موسى نسيت أن ربك هاهنا حتى ذهبت تبحث عنه في ذلك المكان.
  {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا(٤) وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ٨٩} استنكر عليهم لماذا لم يفكروا بعقولهم وينظروا في هذا الذي يعبدونه كيف لا يستطيع أن يرد عليهم أو يجيبهم إن تكلموا معه، أو ينفعهم إن طلبوا منه، فهل
(١) سؤال: من فضلكم ما إعراب {جَسَدًا} وكيف أطلقت الجسدية على المصنوع من الحلي؟
الجواب: «جسداً» بدل من «عجلاً» وقيل للعجل «جسداً» على حسب ما زينه لهم السامري من أنه حي عاقل لا يأكل ولا يشرب كالملائكة.
(٢) سؤال: لماذا نسب القول إليهم في قوله: {فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى} مع أنه من قول السامري في الظاهر؟
الجواب: لما أخرج السامري العجل ودعاهم إلى عبادته قال بنو إسرائيل بعضهم لبعض: هذا إلهكم وإله موسى.
(٣) سؤال: هل يصح أن يعود ضمير {فَنَسِيَ} إلى السامري؟
الجواب: يصح عوده إلى السامري أي: ترك ما كان عليه من الإيمان، والأحسن أن يكون الضمير لموسى.
(٤) سؤال: ما إعراب: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا}؟
الجواب: الهمزة للاستفهام الإنكاري، والفاء عاطفة والمعطوف عليه مقدر بعد الهمزة، ويرون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه النون، والواو فاعل، و «أن» مخففة من الثقيلة لوقوعها بعد فعل يقين واليقين يناسبه التوكيد، واسمها ضمير الشأن، والجملة التي بعدها في محل رفع خبرها.