محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنبياء

صفحة 665 - الجزء 2

  يؤمنوا، وهل قرب وقته أم أنه لا يزال بعيداً، فهو في علم الله وحده.

  {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ١١٠} فعلم ذلك عند الله وحده فهو العالم بكل شيء، والمطلع على كل شيء حتى ما تضمرونه في صدوركم، ولم تفصح عنه ألسنتكم.

  {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ⁣(⁣١) لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ١١١} وأن يخبر المشركين أنه لا يدري متى سيكون حلوله بكم، وأن تأخيره⁣(⁣٢) قد يكون فتنة واختباراً لكم في الدنيا فيترككم تتمتعون وتأكلون فترة حتى يحين موعد ذلك بكم.

  {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} القائل هو النبي ÷ دعا الله سبحانه وتعالى أن يحكم بينه وبين قومه بأن ينصر المحق على المبطل.

  {وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ١١٢}⁣(⁣٣) يخاطب بذلك قريشاً بعد أن دعا الله سبحانه وتعالى أن يحكم بينه وبينهم بأنه سيستعين على كفرهم وحربهم له بالرحمن الذي نعمه ورحمته ظاهرة ومكشوفة لجميع خلقه، وأنه هو الذي سيعينه على القضاء على آلهتهم هذه التي يعبدونها من دونه.


(١) سؤال: ما إعراب: {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ

الجواب: «إن» نافية. أدري: فعل مضارع وفاعله مستتر وجوباً. لعله: لعل للترجي والهاء اسمها، و «فتنة» خبرها، والجملة معلقة في محل نصب، ولعلَّ من المعلقات عند الكوفيين.

(٢) سؤال: من أين علم أن المراد بالضمير في لعله التأخير؟

الجواب: الضمير لتأخير ما توعدون وعلم ذلك من السياق، ومن قوله: {وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ١١١}.

(٣) سؤال: ما معنى «ما» في قوله: {عَلَى مَا تَصِفُونَ ١١٢}؟ وما مناسبة جعل هذه الآية خاتمة في هذه السورة الكريمة؟

الجواب: «ما» اسم موصول أي: الذي تصفونه من الشرك والقول الباطل أو مصدرية أي على وصفهم ودينهم الباطل، وفي قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ...} الآية إعلام وإيذان بنهاية السورة وإشارة إلى تمامها وذلك من حيث أن ذهاب الباطل ونهايته يكون بالحكم بالحق فإذا حصل الحكم بالحق انتهى الباطل وزهق.