محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنبياء

صفحة 664 - الجزء 2

  سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.

  {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا⁣(⁣١) إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٠٨}⁣(⁣٢) أمر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية نبيه ÷ أن يخبر المشركين بأنه لا ينزل عليه من الوحي إلا ما يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، وأن يخبرهم بأن الأصنام التي يعبدونها من دونه زعماً منهم أنها بنات الله لا تملك من صفات الإلهية شيئاً، وأمرهم أن يتركوها ويسلموا وينقادوا إلى هذا الدين.

  وكان عند الكعبة من أصنامهم هذه ثلاثمائة وستون صنماً، وكان لكل صنم منها اسمُ يُعرَفُ به.

  {فَإِنْ تَوَلَّوْا} فإن رفضوا دعوتك يا محمد وأعرضوا عنها {فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ} هذا إعلان منه للبراء، كقول القائل في عرفنا⁣(⁣٣): «الوجه من الوجه أبيض»، فقد أخبرتكم وحذرتكم وتركت لكم حرية الاختيار فاختاروا ما شئتم.

  {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ١٠٩} ثم أمره الله سبحانه وتعالى أن يخبرهم بأنه لا يعلم متى سيحل بهم ما وعدهم الله تعالى من عذابه وسخطه إن لم


(١) سؤال: كيف جاء الحصر في الوحدانية فيما أوحي إلى النبي ÷؟ وقد أوحي إليه جميع أحكام شرائع الإسلام غير التوحيد؟

الجواب: الحصر حصر قلب حيث أن المخاطبين من المشركين يعتقدون أن الشرك دين أوحاه الله على الأنبياء السابقين، فقال النبي ÷ بأمر الله: إنما أوحي إلى التوحيد لله دون الشرك، فليس القصر حقيقياً وإنما هو إضافي.

(٢) سؤال: ما معنى الاستفهام هنا: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ١٠٨

الجواب: هل هنا للاستفهام وفيها معنى الطلب للإسلام والتنبيه على قيام الموجب للدخول في الإسلام وأنه لا عذر هناك يعذرهم من الدخول فيه.

(٣) سؤال: فضلاً وما معناه على أصل وضعه؟

الجواب: معناه: أعلمتكم بالتحذير أو نحوه إعلاماً يستوي الجميع في العلم به.