محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحج

صفحة 3 - الجزء 3

سورة الحج

  

  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ} اتقوا عذابه وأن يحل بكم غضبه وسخطه، وتقواه لا تكون إلا بفعل ما يرضيه من الطاعات واجتناب ما يسخطه ويغضبه.

  {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١} ومعنى «زلزلة الساعة» شدة تحريكها للأرض والجبال شدة تجعلها ذرات متطايرة في الهواء.

  {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا} تذهل المرضعة عن رضيعها، وتضع الحامل ما في بطنها من هول ما يكون من أمر الساعة وشدة ما يراه الراؤون ويسمعه السامعون من أهوالها ومخاوفها العظيمة وشدائدها المخيفة.

  {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} قد اختلطت عقولهم، وفقدوا صوابهم من هول ما يرون.

  {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ٢} يذكر الله سبحانه وتعالى أن السبب في ذهاب العقول وذهولها وعظيم خوفها هو ما ترى من أهوال العذاب وشدته.

  هذا، وما أخبرنا الله سبحانه وتعالى به من أمر الساعة من شأنه أن يكون كذلك لو كان هناك من يرى ذلك، وذلك لنتصور⁣(⁣١) شدتها وهولها وإلا فقد قال تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ١٤}⁣[الحاقة]، يعني أنه سيفني الكون بما فيه في لحظة واحدة وانفجار واحد بحيث لا يبقى أحد ليرى ذلك؛ لأن كل الكون بما فيه الكائنات سيفنى في لمح البصر.


(١) سؤال: من فضلكم هل هناك دلائل أخرى على هذه النظرية وأنها ليست إلا للتصوير؟

الجواب: الدليل هو أن الأرض والجبال ستنفجر انفجاراً واحداً وتدك دكة واحدة هي ومن عليها فلا يمكنهم أن يروا أهوال الزلزلة لأنهم سيهلكون مع الزلزلة ويموتون فيها، ويمكن أن يروا مقدماتها وأماراتها فيذهلون من هول ذلك قبل أن تطحنهم الزلزلة.