سورة النور
  أنهم خائفون من الله تعالى وخائفون من عذابه وسخطه، مما يجعلهم يبادرون إلى طاعته وامتثال أوامره.
  {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا(١) وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٨}(٢) وأنهم يفعلون ذلك طمعاً فيما وعدهم الله سبحانه وتعالى من الثواب الذي يتفضل به عليهم زيادة على ما يستحقون(٣).
  يذكر الله سبحانه وتعالى هنا حال المؤمنين وصفتهم، ثم شرع في ذكر حال الذين كفروا فقال:
  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ(٤) كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا
(١) سؤال: فضلاً هل في قوله: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} محذوف مضاف تقديره: جزاء أحسن ما عملوا؟ أم كيف؟
الجواب: هناك مضاف محذوف تقديره ما ذكرتم؛ إذ لا يستقيم الكلام إلا به.
(٢) سؤال: ما المراد بالرزق في قوله: {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٨}؟
الجواب: الواو في قوله: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٨} اعتراضية والجملة معترضة، ومن شأن مثل هذا الاعتراض أن يكون مؤكداً لما سبقه؛ لذلك يكون المعنى في هذه الجملة هو تأكيد المعنى في قوله: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} أي: أن الله تعالى يعطي من يشاء في الدنيا والآخرة من فضله بغير حساب، أي: العطاء الواسع الكثير.
(٣) سؤال: يقال: ظاهر كلامكم أن الثواب على الطاعة مستحق للعبد، فهل هذا يعارض كون الطاعات في مقابل الشكر على النعم؟ أم كيف؟
الجواب: الطاعات هي شكر لله، وفي مقابلة الشكر على نعمه، إلا أن الله تعالى مع ذلك تفضل على الشاكرين بأن جعل الثواب مستحقاً لهم على أعمالهم وشكرهم، وكم في القرآن من مثل قوله: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧}[السجدة]، {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا}[النور: ٣٨]، فعلى ذلك لا تناقض.
(٤) سؤال: فضلاً ما إعراب: {أَعْمَالُهُمْ}؟
الجواب: يعرب مبتدأً، وكسراب: خبره، والمبتدأ والخبر في محل رفع خبر «الذين كفروا».