سورة النور
  {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه عالم بأولئك الذين يلوذ بعضهم في بعض يتحينون الفرص للتسلل خلسة من مجلس النبي ÷ بدون أي استئذان، وهذا تهديد من الله سبحانه وتعالى لهم بأنه سيجازيهم على أعمالهم تلك.
  وأيضاً يحذرهم الله تعالى أن يتعرضوا لمثل هذه الأعمال التي توقعهم في الفتنة والابتلاء والمحنة بما لا يثبتون على القيام به، كما حصل مع أولئك المتمردين من بني إسرائيل عندما ابتلاهم الله تعالى بالسمك حيث كانت تأتيهم يوم سبتهم ظاهرة على الماء سهلة المنال، وكان الصيد محرماً عليهم في ذلك اليوم، فكانوا يتحيلون لصيدها رغم ذلك، وما ذلك الابتلاء والاختبار إلا لأجل فسقهم وتمردهم عن طاعة الله تعالى وتجاوزهم لحدوده، فحذر الله تعالى هؤلاء عن مخالفة النبي ÷ وعدم إجابته بأن ينالهم مثل ما نال أولئك المتمردين من بني إسرائيل من الفتنة.
  وأما المؤمنون فإن الله تعالى يحوطهم بلطفه وشفقته، فلا يعرضهم لمثل تلك الفتن التي تقربهم إلى معصيته والخروج عن حدوده.
  {أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} فهو المالك المتصرف في كل ما في السماوات والأرض.
  {قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} فهو عالم بما في نياتكم وضمائركم، وعالم بأهل النيات الخبيثة والنيات الحسنة.
(١) سؤال: فضلاً ما معنى {قَدْ} هنا؟ وما إعراب: {لِوَاذًا}؟ وكذا المصدر: {أَنْ تُصِيبَهُمْ}؟
الجواب: «قد» هنا للتكثير وفيها أيضاً مع التخفيف، و «لواذاً» مفعول مطلق من نوع «يتسللون» أو لفعل محذوف يلوذون لواذاً.
سؤال: ما الوجه في تعدية الفعل {يُخَالِفُونَ} بـ «عنه» مع أنه يتعدى بنفسه فيقال: يخالفون أمره؟
الجواب: عدي بـ «عن» لتضمنه معنى يعرضون.