سورة الفرقان
  شركاء مع الله سبحانه وتعالى في الإلهية، فأجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بأنه ليس كما يزعمون فهو وحده الذي له ملك السماوات والأرض لا يشاركه في ذلك أحد.
  {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} وهو وحده الذي تفرد بخلق كل شيء، وأما تلك الأصنام التي تعبدونها فليست إلا أحجاراً منحوتة ومخلوقة.
  {فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ٢} خلق كل شيء على حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة، وعلى قدر ما تدعو إليه الحاجة من دون أي زيادة أو نقصان، فالشمس والقمر والنجوم والبحار وكل شيء في هذا الكون خلقه الله، وجعله على قدر معلوم وميزان موزون، على حسب ما يلائم استقامة الحياة، بحيث أن شيئاً من ذلك لو زاد أو نقص لاختل توازن الحياة ولفسدت.
  {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا} نزلت هذه السورة في مكة وأهلها يعبدون الأصنام، فاستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم ذلك، وأنهم لا يعبدون إلا أحجاراً ينحتونها بأيديهم، فلماذا لا يتوجهون بعبادتهم إلى الله الذي نزل الفرقان والذي له ملك السماوات والأرض، والذي بيده خلق كل شيء؟! فهو أهل لأن يعبد دون تلك التي لا تملك أي شيء ولا تستطيع أن تخلق شيئاً، ولا تحمل أي صفة من صفات الإلهية.
  {وَهُمْ يُخْلَقُونَ}(١) يعبدون هذه الآلهة مع أنها مخلوقة مثلهم.
  {وَلَا يَمْلِكُونَ(٢) لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} وليس في مقدورها أن تنفع حتى أنفسها فضلا عن غيرها، وكذلك لا تستطيع أن تضر أنفسها بشيء.
(١) سؤال: فضلاً ما محل هذه الجملة: {وَهُمْ يُخْلَقُونَ}؟
الجواب: محلها النصب على الحالية.
(٢) سؤال: علام عطفت هذه الجملة؟
الجواب: عطفت على الجملة الحالية، فهي في محل نصب أيضاً.