محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفرقان

صفحة 142 - الجزء 3

  {وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ٣} فالموت والحياة والبعث والنشور بيد الله سبحانه وتعالى وحده، أما تلك الآلهة التي يعبدونها فهي بعيدة كل البعد عن أي شيء من هذه الأشياء.

  يطلعنا الله سبحانه وتعالى هنا على سخافة عقول المشركين عندما يعبدون هذه الآلهة التي تحمل صفات النفي هذه.

  {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ٤}⁣(⁣١) عندما بعث الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً ÷ وأنزل عليه القرآن يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الأصنام قال مشركو مكة: ليس هذا الكلام الذي جاء به محمد إلا كذباً وافتراءً من عند نفسه، وليس من كلام الله كما يزعم، وليس نبياً كما يدعي، وقد ساعده⁣(⁣٢) على ترويج كذبته هذه بعض سفهاء القوم وعبيدهم، ثم أجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بأنهم قد ظلموا النبي ÷ بادعائهم عليه هذه الادعاءات الكاذبة، ونسبتهم إليه هذه التهم الباطلة.

  {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ⁣(⁣٣) اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٥}


(١) سؤال: هل التعبير بقوله: {جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ٤} حقيقة أو مجاز؟ ومن أي الأنواع هو؟

الجواب: «جاء، وأتى» يستعملان بمعنى «فَعَل»، هكذا قال صاحب الكشاف، وظاهر كلامه أنه استعمال حقيقي، فمعنى «جاءوا ظلماً»: فعلوا ظلماً.

(٢) سؤال: هل عرف أحد ممن ادعوا أنه أعان النبي ÷ على ذلك؟

الجواب: ذكر الرازي في تفسيره: عداس مولى حويطب بن عبدالعزى، ويسار غلام ابن الحضرمي، وجبر مولى عامر، وكانوا من أهل الكتاب يقرأون التوراة، فأسلموا.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب: {أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}؟ وهل تطلق الأسطورة على القصة مطلقاً أم على القصة الكاذبة؟

الجواب: أساطير: خبر لمبتدأ محذوف، أي: القرآن أساطير، والأساطير: هي ما سطره الأولون، أي: ما كتبوه من قصص الأولين مطلقاً، سواء أكانت صادقة أم كاذبة.