سورة الشعراء
  {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ(١) أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ٤} وأخبره الله تعالى أنه لو أراد أن يلجئهم إلى الإيمان، ويكرههم عليه لفعل، ولأنزل عليهم آية من آياته التي تجعلهم يدخلون في الإيمان رغماً عنهم، غير أنه أراد أن يكون إيمانهم بمحض إرادتهم واختيارهم؛ لما يترتب عليه من الثواب والجزاء، ولما تدعو إليه حكمة التكليف، ولو كان على خلاف ذلك لبطل التكليف ولبطل الثواب والعقاب.
  {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ٥}(٢) يخبر الله تعالى عن شأن المشركين بأنهم في نهاية التمرد عليه وعلى نبيه ÷، وأنه كلما نزل عليهم آية أعرضوا عنها وجعلوها وراء ظهورهم، فلم تنفع فيهم آياته وحججه التي صَرَّفها لهم.
  {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٦} ثم أخبر نبيه ÷ بأن قومه قد كذبوا وقد استحقوا العذاب، وعما قريب سيأتيهم ذلك العذاب الذي كانوا يستهزئون به يا محمد عندما كنت تخبرهم وتتوعدهم به إن استمروا على كفرهم وتكذيبهم.
  {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا(٣) فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ٧} يستنكر
(١) سؤال: ما الحكمة في التعبير بالماضي: {فَظَلَّتْ} رغم أن السياق يقتضي المضارع؟
الجواب: عبر بالماضي ليدل على أن خضوعهم سيتحقق مباشرة عند نزول الآية ويقع مباشرة من غير تريث.
(٢) سؤال: كيف يجيب المرشد إذا قيل له بأن معنى هذه الآية أن الإتيان محدث أو أن القرآن محدث النزول لا التأليف والإيجاد فلا تكون دليلاً على أن القرآن محدث؟
الجواب: قد تقدم الجواب على مثل هذا في سورة الأنبياء [على الآية: ٢].
(٣) سؤال: ما إعراب: {كَمْ أَنْبَتْنَا}؟
الجواب: «كم» خبرية في محل نصب مفعول به لأنبتنا، و «من كل زوج» تمييز كم الخبرية.