سورة الشعراء
  الله سبحانه وتعالى عليهم إعراضهم عن آياته التي ينزلها لهم، وهنا استنكر عليهم لماذا لا ينظرون إلى الأرض مَن الذي يخرج لهم منها أنواع النباتات والفواكه والثمار؟ وهل تخرج من تلقاء أنفسها؟ أم أنه لا بد من موجد أوجدها، ومخالف يخالف بين أشكالها وألوانها؟ ومعنى «زوج كريم» أي: من كل صنف من أصناف الفواكه «كريم» أي: فيه منافع لكم وملاذّ.
  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ٨} ففي الأرض آية لهم تدلهم على خالقها ومدبرها، لو أنهم نظروا فيها وتفكروا بعقولهم في تلك الأشياء التي جعلها الله لهم في الأرض، والمنافع التي بثها لهم فيها من الأشجار والثمار وغير ذلك، ولكنهم لم يتفكروا ولم ينظروا ولم يعتبروا، وذهبوا إلى عبادة تلك الأصنام التي لم تفعل لهم شيئاً، وتركوا ذلك الذي هيأ لهم الأرض تخرج لهم خيراتها ومنافعها بقدرته وتدبيره وأمره، وأخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنهم لن يؤمنوا على الإطلاق.
  {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٩} وأخبره أنه ليس محتاجاً لهم ولإيمانهم فهو القوي الغالب، ومع ذلك فهو رحيم بهم إذ لم يعجل بعقوبتهم، بل تأنى بهم وأمد لهم في الأعمار، وأغدق عليهم الأرزاق، ومتعهم بالصحة والعافية والأمن والأمان؛ لعلهم يتوبون ويرجعون إليه، وليكون ذلك أبلغ في الحجة عليهم يوم القيامة فلا يكون لهم أي عذر عند الله سبحانه وتعالى.
  {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ١٠ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ١١}(١) ثم ذكر الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ قصة موسى عندما أرسله
(١) سؤال: من فضلكم ما إعراب {إِذْ نَادَى}؟ و {أَنِ ائْتِ} و {قَوْمَ فِرْعَوْنَ} وقوله: {أَلَا يَتَّقُونَ ١١}؟ وما معناها؟
الجواب: «إذ» مفعول به لفعل محذوف تقديره: واذكر إذ نادى، و «أن» مفسِّرة، و «ائت القوم» لا =