سورة الشعراء
  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ(١) مُؤْمِنِينَ ١٠٣ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ١٠٤} ثم أخبر الله تعالى أن فيما ذكره من قصة إبراهيم وشأنه عظة وعبرة لمن أراد أن يعتبر، غير أن قومك يا محمد لن تنفع فيهم هذه الآيات والعبر، ولن يزالوا على كفرهم وتكذيبهم إلى أن يموتوا.
  {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ١٠٥}(٢) ثم بدأ الله يقص لنبيه ÷ شأن نوح # في قومه، وأنهم كقومك يا محمد في التمرد والتكذيب.
  {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٠٦} وذلك حين دعاهم نبي الله نوح # إلى ترك ما هم فيه من الضلال والرجوع إلى عبادة الله وحده.
  {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ١٠٧ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١٠٨} أخبرهم نوح بأنه نبي صادق مرسل من عند الله تعالى ليأمرهم بطاعته فيما يأمرهم به، وأن يتقوا عذابه وسخطه أن يحل بهم.
  {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ(٣) إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠٩ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ١١٠} وأخبرهم أنه لم يطالبهم بأجرة اتباعه حتى يتثاقلوا ذلك، ولا زال يكرر دعاءه لهم، متخذاً لكل الوسائل، وفي جميع الأوقات.
(١) سؤال: هل الضمير في {أَكْثَرُهُمْ} لقوم نبينا ÷ فما قرينته؟ أم أنه يعود إلى قوم إبراهيم # العابدين للأصنام؟
الجواب: يصح عود الضمير إلى قوم نبينا محمد ÷، ويصح عوده أيضاً على قوم إبراهيم #، ولعل الأولى عوده إلى قوم إبراهيم #.
(٢) سؤال: ما السر في إخبار الله عنهم بتكذيب المرسلين ورسولهم واحد لا غير وهو نوح #؟
الجواب: السر في ذلك –والله أعلم - أن تكذيبهم لنوح يتضمن تكذيب غيره من المرسلين.
(٣) سؤال: ما إعراب: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠٩}؟
الجواب: «إن» نافية، و «أجري» مبتدأ مضاف لياء المتكلم، «إلا» أداة استثناء مفرغ، «على رب العالمين» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر.